جدّدت قبرص دعوتها للاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في تقييم المناطق الآمنة بسوريا، بهدف إرجاع المهاجرين إلى وطنهم، مع تصاعد الضغوط على الحكومة بسبب تزايد أعداد طالبي اللجوء.
وأعلنت وزارة الداخلية القبرصية يوم أمس الجمعة، أنها دعت الاتحاد الأوروبي رسميًا إلى “إعادة تقييم المناطق السورية التي يمكن إعلانها آمنة وخالية من الصراع المسلح حتى يمكن إعادة المهاجرين السوريين إلى وطنهم في نهاية المطاف”، وفقاً لما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.
وهذا الطلب هو الثاني خلال أسبوع، والثالث خلال أشهر، وكانت الحكومة القبرصية قد دعت التكتل اﻷوروبي، منتصف الشهر الجاري، إلى “مراجعة وضع سوريا وإن كانت ما زالت غير آمنة”، وقال وزير الداخلية كونستانتينوس يوانو، في الخامس عشر من الشهر الجاري، إنه سيحاول إقناع بروكسل والأمم المتحدة “بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها”.
وأوضح أن “قبرص تعتبر وترى إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى، أنه من المفيد إعادة التقييم”، وذلك عقب موجة من الهجمات العنصرية على الأجانب وتحديداً السوريين في الأسابيع الأخيرة.
وقال يوانو: “هناك بالفعل منطقتان تعترف بهما وكالة اللجوء بالاتحاد الأوروبي (EUAA) على أنهما منطقتان آمنتان… لذا، يجب الآن أيضًا الاعتراف بذلك على مستوى الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لنا بترحيل الأشخاص أو إعادتهم إلى سوريا، في الوقت الحالي، لا يمكن لأي دولة أن تفعل ذلك”.
وتسبّب الانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرة اﻷسد والذي تسارعت وتيرته خلال اﻷسابيع الماضية، بموجات هجرة هي اﻷكبر منذ عام 2011، بحسب وصف الحكومة اللبنانية التي دعت لمساعدتها في مواجهة موجات المهاجرين عبر حدودها نحو قبرص والاتحاد اﻷوروبي.
وفي رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، قال يوانو إنه أثار أيضًا الحاجة الملحة لمساعدة لبنان “الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري”، مضيفاً أن “المعلومات المتوافرة من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان.. وإذا انهار فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة”.
ويسلك طالبو اللجوء من سوريا إلى أوروبا عدّة طرق أبرزها خطّان رئيسيان؛ خط يتبعه المهاجرون من الشمال المحرر وتركيا عبر اليونان، وخط يتبعه المهاجرون من مناطق سيطرة اﻷسد عبر لبنان والساحل السوري نحو قبرص.
ووفقاً لبيانات الحكومة فإن المهاجرين يشكلون الآن 6٪ من سكان البلد البالغ عددهم نحو مليون شخص، وهو “أعلى بكثير من المتوسط في الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي”، وتفدّم نحو 40% منهم بطلبات للحصول على اللجوء في قبرص خلال عام 2023 حتى نهاية أغسطس/آب.
وكان وزير الداخلية أيوانو قد أثار هذه القضية خلال الاجتماع الذي عقد في شهر تموز/ يوليو الماضي مع نظرائه من الاتحاد الأوروبي في إسبانيا، فيما لم تتخذ أي دولة في التكتل موقفاً رسميا بشأن إعادة تقييم المنطقة الآمنة.