كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أمس الأبعاء، أن أوروبا تعد مركز عبور رئيسي لـ “الكبتاغون”، وتستفيد منه سلطة الأسد بشكل مباشر.
ونقلت الصحيفة عن تقرير لـ “مركز الرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان”، ومكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية، أن تهريب “الكبتاغون” عبر أوروبا يهدف على الأرجح إلى تجنب الضوابط التي تفرضها السلطات في أسواق الوجهة، والتي من غير المرجح أن يشك التقرير في أن أقراص “الكبتاغون” سيتم شحنها من الاتحاد الأوروبي.
ولفت التقرير إلى أنه يتم إنتاج “الكبتاغون” واستهلاكه على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وخاصةً سوريا ولبنان، موضحاً أن هذا الإنتاج قد خلقت تجارته غير المشروعة أعمالاً تقدّر قيمتها بما يصل إلى 57 مليار دولار.
وبحسب التقرير، تم ربط إنتاج “الكبتاغون” على نطاق واسع بسلطة الأسد، حيث ربطت العلاقات تجارة “المخدرات” بالعديد من المسؤولين بسلطة الأسد وأفراد عائلة الأسد.
وأكّدت السلطات الألمانية – حسب التقرير – أن تجارة “الكبتاغون”، تتم تحت رعاية سلطة الأسد التي تستفيد بشكل مباشر من الشحنات.
وقال التقرير إن أوروبا ليست “سوقاً استهلاكية مهمة للكبتاغون”، حيث يقع معظم السوق في بعض دول الشرق الأوسط وفي شبه الجزيرة العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، التي كانت الوجهة لبعض أكبر شحنات “الكبتاغون” في العالم خلال السنوات الأخيرة.
ولكن على الرغم من عدم وجود سوق “للمخدرات”، أصبحت أوروبا مركز عبور شعبياً، حسبما أفاد التقرير.
ووفقاً للتقرير الذي جمع بيانات من النمسا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا ورومانيا، صادرت السلطات عدّة شحنات كبيرة من أقراص “الكبتاغون” في أوروبا منذ عام 2018، معظمها في طريقها إلى دول شبه الجزيرة العربية.
وفي المجمل، تم ضبط ما يقرب من 127 مليون قرص و1773 كيلوغراماً (10.6 مليون قرص إضافي) في الدول الأوروبية، حسب البيانات المجمعة للتقرير، مع تسجيل أكبر ضبطية في إيطاليا عام 2020.
وأشار التقرير إلى إعادة توجيه الشحنات مباشرة إلى بلدان الوجهة أو تفريغها وإعادة تعبئتها في الاتحاد الأوروبي.
إنتاج “الكبتاغون” في أوروبا
تحدث التقرير عن وجود أدلة على إنتاج “الكبتاغون” في أوروبا، ومعظمه في هولندا، حيث أفادت السلطات الهولندية باكتشاف موقع أو اثنين من مواقع الإنتاج الكبيرة على أراضيها كل عام.
واعتبر التقرير أن “معظم المواطنين السوريين واللبنانيين هم المتورطون في تجارة تهريب الكبتاغون – بعضهم يقيم في الاتحاد الأوروبي وآخرون يقومون بزيارات متكررة إلى المنطقة – في حين لا يبدو أن الشبكات الإجرامية المتعلقة بالمخدرات في الاتحاد الأوروبي متورطة”.
وفي آب الماضي، ذكرت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، “أليسيا كيرنز”، أن سلطة الأسد تستخدم “الكبتاغون” للابتزاز وتحقيق مصالحها، محذّرةً في الوقت ذاته من وصوله إلى أراضي المملكة المتحدة، حسبما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.