مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرة سلطة الأسد، بات الشبان في محافظة دير الزور شرقي سوريا، يُفكّرون بالهجرة إلى خارج البلاد.
وقال مراسل “حلب اليوم” في دير الزور، اليوم الجمعة، إن أسباب عدّة تدفع الشباب إلى سلك الهجرة، مشيراً إلى أن الأسباب الرئيسية تتعلق بالوضع الأمني والاقتصادي، وانسداد الأفق السياسي في المنطقة.
وأوضح مراسلنا، أن عمليات التجنيد الإجباري في مناطق سيطرة سلطة الأسد بدير الزور أو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، كان لها دور في دفع الأهالي لإرسال أبنائهم إلى أوروبا.
“إبراهيم” البالغ من العمر 28 عاماً، من أهالي ريف دير الزور الشمالي، وبعد أن وصل إلى ألمانيا عقب رحلة شاقة وطويلة، قال لمراسلنا، إنه يشعر بالندم على بقائه سابقاً في سوريا.
وأضاف أنه أضاع سنوات من شبابه آملاً بتحسّن الأوضاع الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وتابع: “بعد أخذ الإقامة سأقوم بلم شمل لعائلتي التي تركتها خلفي”.
واستطرد بالقول: ” الأخبار الواردة من المناطق بين قوات قسد والجيش الوطني السوري تؤكّد هجرة عشرات الشبان بشكل يومي من مناطق ريف دير الزور و في تزايد مستمر، وأن الوضع المعيشي في المنطقة وتدهور الأوضاع الاقتصادية ينذّر بكارثة حقيقية و موجة لجوء جديدة وكبيرة ستشهدها الأيام القادمة”.
وفي حديث لمراسلنا، قال “عبد الله” من سكان مدينة دير الزور، إنه حاول 3 مرات عبور الحدود التركية وألقي القبض عليه ولم ييأس ونجح في المرة الرابعة.
ويُضيف “عبد الله” أنه على رغم مما حصل معه، إلا أنه سيُكمل طريقه إلى أوروبا، معللاً ذلك بأن والديه باعا كل ما يملكان في سبيل أن يُهاجر من البلاد، بسبب التجنيد وانتشار “المخدرات” التي غزت المنطقة.
مبالغ كبيرة
“عبد الله” أشار إلى أن المبالغ التي يطلبها المهربين من مناطق قوات “قسد” إلى مناطق الجيش الوطني، تبلغ 700 دولار أمريكي، و1500 دولار للدخول إلى تركيا، بينما طُلب منه مبلغاً وقدرّه 7000 دولار لرحلة اللجوء إلى ألمانيا.
وتبلغ نسبة الذين هجروا منازلهم في مناطق أرياف دير الزور أكثر من 50%، منذ عام 2011، وقد تؤدي هذه الهجرة إلى تغيير ديموغرافي تستفيد منه إيران وميليشياتها في المنطقة، وفقاً لمراسلنا.