انتقد مستشار الرئيس التركي السابق “ياسين أقطاي”، تعنت “بشار الأسد” ورفضه لقاء رئيس تركيا “رجب طيب أردوغان”، وعدم تقديره للتصريحات الداعية للتقارب في سبيل التوصل لحل سياسي في سوريا.
وفي مقال رأي لـ “أقطاي” نُشر في صحيفة “يني شفق” التركية، اليوم الاثنين، قال مستشار “أردوغان” السابق، إن تركيا بادرت لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة التي واجهت مشاكل معها منذ سنوات، وذلك في سبيل كبح جماح جميع أنواع التدخل الأجنبي الذي تُعاني منه شعوب المنطقة.
وبحسب “أقطاي”، فإن من بين تلك المبادرات تحسين العلاقات مع دول الخليج، وكذلك سوريا، حيث أظهر “أردوغان” انفتاحاً غير متوقع بقوله “لا يوجد ما يمنعني من لقاء الأسد”، إلا أن الوضع ليس على مستوى يغذي هذا التفاؤل، فلا “الأسد يستحق مدّ هذه اليد ولا الأوضاع في سوريا ملائمة.
وأشار “أقطاي” إلى أن جامعة الدول العربية كان من المفترض أن ترفض عودة “بشار الأسد” إلى مقعد سوريا قبل محاسبته، باعتباره مسؤولاً عن جميع المشاكل في بلاده.
وأضاف: “ألا يجب أن تخجل دول الجامعة العربية من هذا؟ أليس كون العرب لاجئين هنا وهناك ولا يزالون محرومين من أبسط الظروف المعيشية، ألا يفكرون بهم وبشرف العرب؟”.
وانتقد “أقطاي” تعنت “بشار الأسد” ورفضه لقاء “أردوغان”، مشيراً إلى أن تصريحاته بمثابة تحذير من أنه لا ينبغي أبداً معاملة الأشخاص أكثر مما يستحقون.
وتابع: ” يوجد ما لا يقل عن 5 ملايين شخص (1.5 مليون منهم عادوا إلى دول أوروبية أو أماكن آمنة في سوريا) من الفارّين من مذابحهم دخلوا الأراضي التركية منذ 13 عاماً”.
“أقطاي”: حلب يجب أن تخضع لسيطرة أممية
وفي ذات السياق، اعتبر المستشار السابق للرئيس التركي، أن السبب الذي يدفع تركيا للوجود في سوريا، هو اللاجئين الذين اضطروا للاحتماء بها بسبب مجازر سلطة الأسد.
وبحسب “أقطاي”، فإن أهم شرط للسوريين في تركيا الذين يتوقع عودتهم إلى بلادهم هو التأكد من عدم تعرضهم لظلم “بشار الأسد”، وتركيا وفرت هذه الشروط جزئياً في “المناطق الآمنة” التي أنشأتها بـ 3 عمليات في الشمال السوري.
وطالب “أقطاي” إلى وضع حلب تحت سيطرة الأمم المتحدة وإنشاء “منطقة آمنة” فيها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه طالما ظل “الأسد” هناك، فلن يتمكن ما لا يقل عن 1.5 مليون سوري في تركيا من العودة إلى بلدهم.
وكانت صحيفة “صباح” التركية قد نشرت تقريراً، أمس الأحد، قالت فيه إن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أوعز بالتحضير لمشروع يجري التفاوض عليه بين تركيا وروسيا وسلطة الأسد بخصوص محافظة حلب، التي تسعى أنقرة لتحويلها إلى منطقة جاذبة للاجئين السوريين.
وذكرت الصحيفة، أنه “سيتم تنفيذ نموذج حلب لإعادة اللاجئين إلى ديارهم”، ووفقاً لهذا النموذج، “سيتم فتح الأعمال التجارية في مناطق آمنة وتوفير فرص العمل لأولئك الذين يعودون إلى ديارهم”.