فشل الاجتماع اﻷخير الذي عقده كبار الدبلوماسيين من تركيا مع نظرائهم بسلطة اﻷسد في العاشر من مايو / أيار بالعاصمة الروسية موسكو، حيث انتهى دون الوصول إلى نتيجة ملموسة، بينما بقي المسار متعثراً حتى اليوم بحسب تقرير لموقع “المونيتور”.
ورغم “إحراز تقدم ضئيل في الطريق نحو المصالحة”، إلا أن المسار كان يُفترض أن يكون بالتوازي مع جهود التطبيع السريعة بين اﻷسد والمملكة العربية السعودية ويشمل عدداً من الصفقات والاتفاقيات التي تحتل مركز الصدارة في الشرق الأوسط اليوم.
كان الاجتماع الذي تم بوساطة روسية بين وزير خارجية اﻷسد ونظيره التركي في موسكو في 10 مايو / أيار “بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة للكثيرين في المنطقة”، ولكن “فشلت المصالحة التي طال انتظارها في أن تتحقق”.
ويبدو الأمر – وفقاً للتقرير – بعيداً كما كان دائماً، حيث قدمت مقابلة بشار الأسد مع سكاي نيوز عربية هذا الأسبوع أكبر مؤشر على أن الجانبين لا يزالان على بعد أميال عديدة، حيث قال للقناة الإماراتية ومقرها أبو ظبي إن “الإرهاب في سوريا مصنوع في تركيا”، كما “بدد الأسد فكرة حل سريع للعلاقات أو اجتماع طال انتظاره مع الرئيس رجب طيب أردوغان في المناخ الحالي”.
وأضاف: “هدف أردوغان من مقابلتي هو إضفاء الشرعية على الاحتلال التركي في سوريا، لماذا يجب أن نلتقي أنا وأردوغان؟ لتناول المشروبات المرطبات؟”.
وكان أردوغان قد قال في تموز/ يوليو إنه منفتح على لقاء الأسد لكنه لا يغير سياسته، مشدداً على رفض خروج تركيا من شمال سوريا قبل تحقيق حل سياسي، واعتبر أن “اللقاء مع الأسد يمكن أن يحدث.. لا استياء في السياسة.. عاجلاً أم آجلاً يمكننا أن نتخذ خطوات”.
وفي اجتماع وزراء الخارجية المتوتر في موسكو، سلط البيان المشترك الضوء على مبدأ “سيادة سوريا على أراضيها وضرورة محاربة الإرهاب”، و”هو مصطلح لا يزال غامضاً كما كان دائماً”، فأولويات تركيا هي قسد بينما تستهدف سلطة اﻷسد المعارضة في الشمال الغربي.
وقال محلل الشرق الأوسط ألكسندر لانجلوا للمونيتور إن هذا المأزق الدقيق لا يساعده عدد لا يحصى من العوامل والقوى المتنافسة، من روسيا إلى إيران إلى المملكة العربية السعودية، ويبدو أن المحادثات بين اﻷسد وأنقرة عالقة إلى حد كبير بشأن مسألة الوجود العسكري التركي في سوريا ودعم المعارضة.
وبحسب لانجلوا الذي “يتابع جهود التقارب عن كثب” فإن الأسد “يشعر بالجرأة بسبب التطورات الأخيرة مع الدول العربية، ولا سيما إعادة التطبيع مع المملكة العربية السعودية والعودة إلى جامعة الدول العربية”.
واعتبر المحلل أن بشار اﻷسد يريد “مضاعفة مواقفه التفاوضية الصارمة (مثل الانسحاب التركي) باعتبارها مشروطة بأي اجتماع رئاسي، مما ترك المحادثات متوقفة في الوقت الحالي”.
كما “يلعب الوضع الداخلي في تركيا دورًا هنا – فالانتخابات البلدية والمشاعر التركية تجاه اللاجئين السوريين تلعب بالتأكيد دورًا في تفكير أردوغان في الملف السوري” بحسب لانجلوا، مع التنويه إلى أن احتمالات أن تسير هذه الانتخابات بشكل سيئ بالنسبة للتحالف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية على أساس قضية اللاجئين السوريين تبدو منخفضة الآن “بما يكفي لتجنب أي تحول كبير من جانب أنقرة بشأن الملف السوري”.