رفض وزير الداخلية اﻷردني مازن الفراية، اندماج اللاجئين السوريين في بلاده، داعياً لتسهيل إجراءات العودة الطوعية، حيث أكد أن دعم برنامج الغذاء المقدّم لهم في اﻷردن سيتوقف خلال أشهر.
ونقلت جريدة الغد اﻷردنية عن “فراية” قوله إن مسؤولية اللاجئين مشتركة بين الدول كافة، ما يتطلب تفعيل برنامج إعادة التوطين للاجئين حسب الخطط التي أعدت بهذا الخصوص، “فجميع الدول معنية بهذا الموضوع نظراً لأبعاده الإنسانية”.
وأضاف أن الهجرة ظاهرة إنسانية تختلف وفق التشريعات الدولية عن ظاهرة اللجوء، مشيراً إلى أن أولوية الحكومة الأردنية تنصب نحو مواطنيها وليس اللاجئين، وأن الأردن يستضيف على أراضيه أعداداً كبيرة منهم.
وبحسب الوزير اﻷردني فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين أكثر من 1.350 مليوناً، كما بلغ عدد المواليد منذ عام2011 ولغاية اللحظة 233153 مولوداً، وبذلك يعد الأردن من أكثر الدول استضافةً للاجئين مقارنة بعدد السكان، اﻷمر الذي “رتب على المملكة أعباء مالية كبيرة”.
وتحدث عما أسماه “ضعف التمويل الدولي لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية التي طال أمدها”، حيث “ما زال اللاجئون السوريون يعانون تدني مستوى الدعم المالي المقدم لهم من الجهات المانحة”، وقد “بلغت نسبة الدعم المالي المقدم ضمن خطة الاستجابة للنصف الأول من هذا العام 7.5 بالمئة من نسبة التمويل المطلوبة”.
ودعا الفراية إلى زيادة الدعم المقدم للأردن “لتمكينه من الاستمرار بالقيام بدوره الإنساني تجاه اللاجئين”، حيث “يعاني مشاكل اقتصادية كان لموجات اللجوء أثر وسبب في زيادتها وتحميل الحكومة الأردنية مزيداً من الأعباء على القطاعات كافة وارتفاع نسب البطالة بين الأردنيين”.
كما اشتكى الوزير من “زيادة الطلب على خدمات التعليم والصحة والطاقة والمياه والصـرف الصحي والبيئة والخدمات البلدية وغيرها”، مما ترتبت عليه آثار مباشرة وغير مباشرة من النواحي الاجتماعية والأمنية والسياسية.
وطالب بتوفير الدعم المادي لبرنامج الغذاء العالمي المخصص للاجئين في ظل انخفاض التمويل الخارجي لهذا البرنامج إذ أن “قيمة التمويل السنوي المطلوب لديمومة عمل هذا البرنامج تبلغ 41 مليون دولار، الأمر الذي يزيد الأعباء المترتبة على الحكومية الأردنية وعلى اللاجئين أنفسهم”.
وكشف أن المعلومات الواردة من إدارة هذا البرنامج تفيد بوقف المساعدات المالية عن اللاجئين المقيمين خارج المخيمات، اعتباراً من مطلع أيلول المقبل، إضافة إلى إيقاف المساعدات المالية المقدمة للاجئين المقيمين داخل المخيمات اعتباراً من تشرين الأول المقبل.
وكان الفراية قد دعا السوريين إلى عدم نسيان بلدهم، في تصريح أدلى به منذ شهر، مؤكداً أن اﻷردن لن يكون وطناً بديلاً لهم، كما طالب بمزيد من الدعم والتمويل مقابل استضافتهم.