دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، الكثير من الشبان في محافظة درعا جنوبي البلاد، إلى العزوف عن فكرة الزواج، كما هو الحال في عموم مناطق سيطرة اﻷسد.
وقال مراسل “حلب اليوم” في درعا إن تكاليف الزواج في هذه الأيام مرتفعة جداً مقارنةً مع دخل أكثر من 80 بالمئة من الشبان الذين يعملون بأجر يومي؛ والذي لا يتجاوز 20 ألف ليرة سورية أي ما يعادل دولارين أمريكيين.
ومن خلال حديثه لمراسلنا قال “عبد العزيز الدحمس” إنه تجاوز من العمر 31 عاماً، ويعمل في أحد المحال التجارية، وقد توقف حتى عن التفكير في الزواج بشكل نهائي، لأن ذلك بدأ يؤثر نفسياً عليه، وذلك بعد فقدانه الأمل تقريباً في ظل الظروف الاقتصادية، والتكاليف الكبيرة التي يتطلبها الزواج في هذه الأيام.
وأوضح “الدحمس” أن على من يفكر في الزواج اليوم أن يكون لديه ما لايقل عن 10 آلاف دولار أمريكي، “من غير مبالغة لأن سعر غرام الذهب وصل إلى 700 ألف ليرة سورية”، وتكاليف الزواج ليست كما كانت عليه خلال السنوات الماضية، عندما كانت تشهد المنطقة معارك بين المعارضة وسلطة الأسد.
وأشار الشاب إلى أن السنوات الماضية كانت تشهد تغاضياً من قبل الأهالي، عن الكثير من الأشياء التي لا يمكن أن تكون في ظل الحرب؛ أبرزها حجز صالة أفراح وإقامة حفلات وتجهيز منزل بشكل كامل في ظل موجات النزوح التي كانت تشهدها المنطقة بين الحين والآخر.
ومع عودة الهدوء وتوقف المعارك في المحافظة، عاد الزواج وعاداته إلى سابق عهده حيث باتت صالة الأفراح شيئاً ضرورياً، ووصل حجز الساعة الواحدة إلى 500 ألف ليرة سورية وباتت كلفة إقامة وليمة غداء للأقارب تحتاج مبالغ كبيرة مرهقة للمقبل على الزّواج.
وتحدث أحد خطباء المساجد في مدينة درعا لـ”حلب اليوم” أن موضوع تسهيل عملية الزواج أمام الشبان مطروقٌ في خطبة الجمعة، ولكن ليس هناك تجاوبٌ حقيقيٌ حتى اللحظة، فالمجمتع يعاني من بعض العادات والتقاليد التي باتت مكلفة جداً، لكن ليس هناك تراجع عنها حتى اليوم بالرغم من معرفة الجميع أن هذه العادات بات التخلص منها ضرورة.
وأكد أن عزوف الشبان عن الزواج لاينذر بخير، حيث بات الشاب يفقد شغفه بالعمل بهدف تكوين أسرة وأصبح يبحث عن عمل يساعده في حياته الشخصية فقط، وارتفعت نسبة العنوسة بين الفتيات بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
يذكر أن محافظة درعا شهدت خلال السنوات الأخيرة حالة هجرة للآلاف من شبانها، باتجاه الدول الأوروبية رغم المخاطر التي يتعرضون لها في الطريق بحثاً عن حياة أفضل.