قالت الحكومة السورية المؤقتة في بيانٍ لها، اليوم الجمعة، إن سلطة الأسد وروسيا تتحكمان بالمساعدات الإنسانية عبر الحدود وفق مصالحهما.
وجاء ذلك تعليقاً على فشل مجلس الأمن الدولي، تمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.
وبحسب البيان، فإن سلطة الأسد أصدرت قراراً ومن طرف واحد بتفويض الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بإدخال المساعدات من معبر “باب الهوى”، ولمدة ستة أشهر، وبالتعاون والتنسيق الكامل معها، ما يعني التحكم بالمساعدات الأممية في هذه المناطق واستغلالها وفق مصالحها، ودعم آلتها الحربية في مواجهة السوريين.
وأشار إلى أن هذه الخطوة “المعادية” للشعب السوري، تأتي من خلال “عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في مناطق الشمال السوري، ومحاولة تسييسها والسيطرة عليها بالتزامن مع عدوانه الآثم على الشعب السوري، عن طريق القصف المستمر للمدن والأسواق”.
وأعربت الحكومة المؤقتة عن رفضنا لهذا المسعى، مؤكدةً على ضرورة عدم “تسييس” ملف المساعدات الإنسانية.
كما دعت في بيانها، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه السوريين في المناطق المحررة، بما فيها الاستمرار في إدخال المساعدات عبر معابر “باب الهوى” و”باب السلامة” و”الراعي”.
سلطة الأسد تُبلغ الأمم المتحدة بتوصيل المساعدات
سفير سلطة الأسد لدى الأمم المتحدة “بسام صباع”، قال إن سلطته أصدرت قراراً بمنح الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة “إذناً” باستخدام معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في شمال غربي سوريا.
وأضاف “صباغ” في رسالة إلى مجلس الأمن، أن “الإذن” يجب أن “يكون بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة السورية، لمدة ستة أشهر”.
ألمانيا تُعلّق على قرار سلطة الأسد
وفي معرض تعليق على قرار سلطة الأسد بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قال المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، “ستيفان شنيك”: “نرحب بجميع الخطوات لتحسين وصول المساعدات الإنسانية لإنقاذ الأرواح”.
وأضاف “شنيك” في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”: “لا تزال هناك حاجة ماسة لقرار مجلس الأمن لتكريس إطار عمل آمن ومضمون للعمليات عبر الحدود”.
ودعا المبعوث الألماني روسيا للتوقف عن منع المساعدة التي تشتد الحاجة إليها، وأضاف: “نتوقع أن تلتزم جميع الأطراف التزامًا تامًا بالمبادئ الإنسانية المتمثلة بعدم التحيز والحياد وعدم التسييس”.
بدائل محتملة لإيصال المساعدات
المدير الإقليمية لـ “هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية”، “هدى أتاسي”، رأت أن منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية، تُمثل بدائل ممكنة لإيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر الحدود، في حال إصرار روسيا على تمديد إدخال المساعدات لمدة ستة أشهر فقط.
وقالت “أتاسي”، إن “المنظمات الدولية ستبقى مستمرة بإدخال المساعدات على الرغم من توقف الآلية الأممية، وبالتالي يمكن اعتمادهاً بدلاً من الأمم المتحدة ووكالاتها، كما يمكن توقيع عقود واتفاقات مباشرة مع المنظمات المحلية السورية”، حسبما نقل موقع “العربي الجديد”.
والثلاثاء الفائت، استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو”، ضد قرار لمجلس الأمن الدولي، حول تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
وصوّتت روسيا ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد إيصال المساعدات الإنسانية لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” شمالي إدلب الحدودي مع تركيا.
بينما صوّت أعضاء مجلس الأمن الـ 13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت، في حين تصّر روسيا على تمديد القرار لمدة 6 أشهر فقط، وفق وكالة “الأناضول” التركية.