أصيب العشرات من أهالي أحد أحياء مدينة درعا، خلال الأيام الماضية، بحالات تسمم، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى الوطني، نتيجة تلوث مياه الشرب.
وقال مراسل “حلب اليوم”، اليوم الأربعاء، إن أكثر من 30 حالة معظمهم من الأطفال ما دون 15 عاماً، من سكان حي “شمال الخط” أحد أحياء مدينة درعا، تم استقبالهم في مستشفى درعا الوطني، نتيجة تعرضهم للتسمم بسبب تلوث مياه الشرب، حيث تم تشخيص الحالة على أنها التهاب كبد.
وقال أحد أطباء المستشفى الوطني لـ “حلب اليوم”، إن المستشفى استقبل 32 حالة خلال الـ 3 أيام الماضية، 20 منها أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 15 عاماً، وتم تقديم الإسعافات الأولية، بعد تشخيص الحالة وهي التهاب كبد نتيجة شرب مياه ملوثة.
وأضاف الطبيب، أن “هناك حالات لانزال نحتفظ بها داخل المشفى للمراقبة، بينما تم تخريج معظم الحالات بعد تقديم الإسعافات الأولية، وتقديم الشرح لذوي المرضى عن كيفية التعامل معهم في المنزل والأدوية المطلوبة”.
وأشار الطبيب إلى أن مثل هذه الحالات كان يجب الاحتفاظ بها في المستشفى يومين على الأقل، لكن إمكانية المستشفى ضعيفة جداً وليس هناك أدوية، إذ يضطر ذوي المرضى إلى شراءها من الصيدليات، وهذا ما دفعهم إلى استكمال علاج أبنائهم في المنازل.
وتمكن مراسل “حلب اليوم” من الحديث مع أحد سكان حي “شمال الخط” بمدينة درعا، والذي أفاد بأن تلوث المياه لم يكن ظاهر للسكان، قبل أن يتم إصابة عدد من الأشخاص بحالات تسمم ونقلهم إلى المستشفى.
وأكّد على أن هذه المشكلة ليست الأولى من نوعها، بل سبق وأصيب قبل عام تقريباً العشرات من سكان الحي بالتهاب الكبد، وتبين أنه نتيجة تسمم بمياه ملوثة، وبعد البحث تم الكشف عن تسريب مياه صرف صحي على مياه الشرب.
وأوضح أن سكان الحي تواصلوا مع مديرية المياه التابعة لحكومة سلطة الأسد للعمل فوراً على الكشف عن مكان التلوث وإصلاحه، لكن ليس هناك أي تجاوب حتى اللحظة، حيث اضطر سكان الحي على تفريغ خزاناتهم من المياه الملوثة وتنظيفها وتعبئتها بمياه صهاريج، الذي وصل سعر المتر الواحد إلى 15 ألف ليرة سورية.
ويُعاني سكان محافظة درعا جنوبي سوريا، من نقص في تقديم الخدمات من قبل مؤسسات حكومة سلطة الأسد، أبرزها الطبية وصيانة شبكات الكهرباء والمياه وتعبيد الطرقات، حيث تُبرّر سلطة الأسد ذلك بعدم وجود إمكانية لمثل هذه الأعمال، وفقاً لمراسلنا.