شهدت محافظة درعا جنوبي البلاد، حالة ارتفاع كبيرة في نسبة عمالة الأطفال، مع تزايد تسربهم من المدارس، مؤخراً، تزامناً مع تردي الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها أهالي المحافظة.
وقال مراسل “حلب اليوم” إن عمالة الأطفال لم تعد تقتصر على المحال التي تعتمد على البيع والشراء، حيث بات مشهد وجود الأطفال يعملون في مهن صعبة جداً ويستخدمون فيها معدات خطرة كالحدادة والنجارة أمراً اعتيادياً.
وأكد الطفل “عبد السلام زطيمة”، البالغ من العمر 15 عاماً، لـ”حلب اليوم” أنه يعمل منذ سنة تقريباً في إحدى ورش الحدادة، بعد أن ترك المدرسة لأسباب عدة أبرزها مساعدة والديه في تأمين مصاريف المنزل المرتفعة.
وأضاف “زطيمة” أن تراجع العملية التعليمية أجبر وسيُجبر الكثير من الأطفال أيضاً على مغادرة المدارس والتوجه إلى سوق العمل، لأن “تعليم المدارس بات سيئاً وغير كافٍ للطلاب إذا لم يعتمدوا على الدورس الخاصة مرتفعة الأجر”.
وأوضح أن مهنة الحدادة صعبة جداً، وأنه في كثير من الأحيان يضطر إلى حمل أوزان ثقيلة إلى جانب استخدام معدات خطرة كالمثقب وصاروخ القص، وقد تصل ساعات العمل إلى 10 ساعات يومياً، لكن اختيار هذه المهنة جاء عن طريق الصدفة حيث بدأ العمل عند أحد أقاربه ولا يزال حتى اللحظة كذلك.
بدوره تحدث المدرس “رضوان الأصفر”، أحد مدرسي مادة الرياضيات في مدينة درعا لـ”حلب اليوم” عن أنه بات يلاحظ مؤخراً تسرب عدد كبير من الطلاب وتوجههم إلى العمل لأسباب عدة أبرزها اقتصادية.
وأشار “الأصفر” إلى أن استمرار عملية تسرب الطلاب ينذر بمستقبل سيء في السنوات القادمة، إذ باتت قاعات المدرسة تحوي عدداً قليلاً من الطلاب، ووجه رسالة إلى الأهالي أكد من خلالها على “ضرورة عدم تشجيع أبناءهم لمغادرة مقاعد الدراسة والتوجه إلى العمل تحت أي ظرف من الظروف”.
وطالب المدرس السوري المنظمات بتقديم المساعدة للطلاب، وتشجيعهم، وتنظيم ندوات تتحدث عن خطورة عمالة الأطفال وتأثيرها السلبي المرتقب على المجتمع بعد سنوات.
يذكر أن الأطفال الذين يعملون في مهن خطرة ليست لهم حقوق في حال تعرضهم لأية إصابة خلال العمل، بسبب غياب الرقابة وتعمد أصحاب الورش عدم تسجيلهم لتجنّب المساءلة عن تشغيلهم.