نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحقيقاً، اليوم الاثنين، حمّلت فيه خفر السواحل اليوناني مسؤولية غرق مركب اللاجئين قبالة السواحل اليونانية.
وبحسب التحقيق، فإن سفينة خفر السواحل اليونانية أقدمت على جرّ المركب بشكل سريع للغاية، ما أدى إلى انقلابه، وغرق مئات الركاب.
وقالت الصحيفة، إن التحقيق يظهر “بشكل حاسم”، أن المركب بدأ بالتحرك باتجاه الجهة الغربية لدى لقائه بسفينة خفر السواحل، والتي أخبرت بدورها طالبي اللجوء بأنها ستجر المركب إلى إيطاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الجرّ حصلت مرتين، والثانية كانت عملية “مميتة”، دفعت القارب بشكل سريع للغاية، عبر ربطه بحبال ودون تشغيل محركه ولمدة 10 دقائق.
ونقلت الصحيفة عن أحد الناجين، أن ركاب القارب شعروا بأن اليونان تحاول فقط إخراجهم من مياهها الإقليمية لإخلاء مسؤوليتها.
وقالت محامية من المجلس اليوناني للاجئين، إن شهادات الناجين تُشير إلى محاولتي جرّ، حسبما نقلت الصحيفة.
ووثقت الصحيفة وجود عناصر ملثمين، ربطوا حبلاً بالمركب، يتبعون حسب – الصحيفة – إلى فريق عمليات خاصة يُطلق عليه اسم “KEA”، يُستخدم لعمليات خطيرة لمكافحة تهريب الأسلحة و”المخدرات”.
وهذا الفريق ينتشر على بعد 150 ميلاً بحرياً، وتُمثل الاستعانة به “أمراً غير مفهوم”، بالنظر إلى وجود سفن أخرى قادرة على المساعدة برغم صغر حجمها، بالإضافة إلى سفن الصيد القريبة، تبعاً للصحيفة.
ونقلت “الغارديان” عن مصدرين داخل خفر السواحل اليوناني، اعتقادهما بأن عملية سحب القارب كانت السبب الرئيس لانقلابه.
“الغارديان”: هناك تلاعب بشهادات الناجين
الصحيفة أوضحت أن هناك تلاعب في شهادات الناجين، مع وجود نسختين، الأولى لدى خفر السواحل والثانية لدى المدعي العام اليوناني.
وبعد اطلاع “الغارديان” على محاضر التحقيق، وجدت تشابهاً في الكلمات لوصف عملية الغرق لدى اثنين من اللاجئين من جنسيات مختلفة، تضمنت “كان العدد كبيراً”، “القارب كان قديماً وصدئاً ولهذا السبب غرقنا”.
كما بيّنت الصحيفة بأن نفس اللاجئين، قدموا شهادة مختلفة للمدعي العام، لفتوا خلالها إلى مسؤولية خفر السواحل عن غرق القارب عبر سحبه.
في 15 من حزيران الفائت، غرق قارب يحمل على متنه طالبي لجوء سوريين ومصريين وباكستانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى قبالة السواحل اليونانية.
وذكرت وكالة “فرانس برس” حينها، أن خفر السواحل اليوناني تمكن من انتشال 78 جثة فقط، في حين تُشير التقديرات الأولية إلى مئات المفقودين من طالبي اللجوء.