أجرت وزارة الخارجية الألمانية تقييماً للأوضاع في سوريا، مؤكدةً أن البلد غير آمن لعودة اللاجئين، وأن حالة حقوق الإنسان هناك ما تزال كارثية، والتي تتمثل بقتل المدنيين والاعتقالات التعسفية وانتشار الجوع.
وتوصل تقييم الخارجية الألمانية إلى أنه لا يمكن ضمان عودة آمنة للاجئين السوريين في الوقت الراهن، في حين أعدت برلين تقارير تستند إلى المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء والمحاكم الإدارية، وذلك لأخذ قرار في منح السوريين حق اللجوء أو الحماية، حسبما نقل موقع “تاغس شاو” الألماني، أمس الثلاثاء.
سوريا غير آمنة
الموقع أكّد أن تقييم الخارجية الألمانية نص على أنه لا يوجد منطقة آمنة في سوريا، سواء المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة الأسد أو مناطق الشمال السوري، كما لا يمكن إعادة أي لاجئ إلى بلده.
ووثق التقييم – حسب الموقع – مقتل أكثر من ألف مدني في سوريا عام 2022، مشيرً إلى أن حالة حقوق الإنسان تُعتبر كارثية، حيث يتم قتل المدنيين بشكلٍ مستمر بهجمات عبر المدافع الثقيلة من قبل قوات سلطة الأسد، بالإضافة إلى الضربات الجوية من قبل المقاتلات الروسية.
ونقل التقييم عن تقارير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أنه قتل أكثر من ألف مدني في العام الماضي، بما في ذلك حوالي 250 طفلاً، وفي الآونة الأخيرة، قُتل ما لا يقل عن 9 مدنيين في الغارات الجوية الروسية وأصيب حوالي 30 آخرين، مضيفاً أن هذه الأهداف قصفت جزئياً بالصواريخ الدقيقة وأنظمة الأسلحة المستهدفة للطائرات المقاتلة.
وتحدثت الخارجية الألمانية عن الألغام والشظايا المتفجرة المنتشرة في الأراضي الزراعية، حيث ذكرت أن هناك 12350 حادثاً من الألغام بين عامي 2019 و2022، وبشكل خاص فإن ثلث المناطق المتضررة هي أراض زراعية، الأمر الذي يتسبب بآثار خطيرة على الإنتاج وبالتالي على مورد الغذاء الأساسي لكثير من الناس في سوريا.
الاعتقالات التعسفية
الموقع الألماني أوضح أن ظاهرة الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري موجودة في جميع مناطق سوريا، حيث تقوم أجهزة الأمن بممارسة التعذيب بشكل منهجي في السجون، مؤكداً وجود عمليات قتل منتظمة.
كما نوّه الموقع إلى أن العنف المنهجي يُمارس بشكل متكرر في سوريا، وخاصة عند المعابر الحدودية ونقاط التفتيش العسكرية وفي مراكز الاحتجاز، حيث أن من بين الضحايا النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للاغتصاب.
“الشبكة السورية” تُشيد بتقييم الخارجية الألمانية
وفي ذات السياق، أشادت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرٍ لها، اليوم الأربعاء، بالتقييم الذي أجرّته الخارجية الألمانية حول الأوضاع في سوريا، لافتةً إلى أن فريق الخارجية عمل بجد على هذا التقييم.
واعتقدت الشبكة أن التقييم وصل إلى نتائج موضوعية تستند إلى حقائق موثّقة، مرحبةً بموقف الحكومة الألمانية الرافض لإعادة العلاقات مع سلطة الأسد.
وفي أيار الماضي، وجّهت وزير الخارجية الألمانية رسالة خلال زيارة أجرتها إلى السعودية وقطر، قالت فيها إن على الدول الراغبة في التطبيع “عدم نسيان جرائم اﻷسد”، معتبرةً أن استعادة العلاقات معه وعودته للجامعة العربية يجب ألا يكون “بدون مقابل”.