دعت تركيا إلى زيادة مدة تمديد عمل اﻵلية اﻹنسانية الخاصة بعبور المساعدات عبر أراضيها نحو الشمال السوري، وفتح بوابات جديدة على الحدود، بينما تستمر التهديدات الروسية بوقفها نهائياً وتسليم المساعدات اﻹغاثية لسلطة اﻷسد.
ومن المقرر أن ينتهي التفويض الحالي خلال أيام، فيما ستُعقد جلسة لمجلس اﻷمن في التاسع من تموز الجاري، للتصويت على إمكانية تمديدها، وسط تحذيرات من اﻷمم المتحدة والمعنيين بالملف اﻹنساني بسوريا من عواقب وخيمة لقطع المساعدات.
وقال مبعوث تركيا لدى الأمم المتحدة، سادات أونال، إن على المجتمع الدولي تقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها للملايين في شمال غرب سوريا.
وانتقد فريق “منسقو استجابة سوريا” ما اعتبره “إصرار الجميع على شرعنة إدخال المساعدات الإنسانية عبر معابر تابعة لسلطة اﻷسد والتي تقدر بنسبة 0.25% من إجمالي المساعدات الواردة إلى الشمال السوري”، محذراً من التبعات الناجمة عن إغلاق معبر باب الهوى الحدودي والمعابر الأخرى المعمول بها وفق الاستثناء الصادر عن الأمم المتحدة عقب الزلزال.
وأكد أن ذلك سيؤدي إلى حرمان أكثر من 2.6 مليون نسمة من المساعدات الغذائية سواء عن طريق برنامج الأغذية العالمي WFP أو عن طريق المشاريع المنفصلة عن البرنامج، وإلى رفع عدد المحرومين من المساعدات في حال واصل برنامج الأغذية إجراءات التخفيض التي أعلن عنها، باﻹضافة لحرمان أكثر من 2.8 مليون نسمة من الحصول على المياه النظيفة أو الصالحة للشرب، وانقطاع دعم مادة الخبز في أكثر من 860 مخيماً وحرمان أكثر من 1.1 مليون مدني من الحصول على الخبز بشكل يومي.
وأوضح مبعوث تركيا لدى الأمم المتحدة أن اﻷخيرة “بحاجة مع شركائها في المجال الإنساني إلى القدرة على التنبؤ بمنظور طويل الأجل للحفاظ على عملياتهم الحاسمة”، مضيفاً أنه “في ظل الظروف الحالية، وخاصة في شمال غرب سوريا، الذي تعرض لأكبر قدر من الأضرار من جراء الزلازل، فإن آلية الأمم المتحدة عبر الحدود تظل شريان الحياة الوحيد القابل للتطبيق لملايين السوريين المحتاجين”.
ودعا أونال إلى تمديد لمدة عام بدلاً من التمديد المعتاد لمدة 6 أشهر، قائلاً إن ذلك سيكون مهماً للغاية، كما دعا المبعوث أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى بناء قراراتهم على الاعتبارات الإنسانية بدلاً من الولاءات السياسية، موصياً بفتح بوابات حدودية جديدة على طول الحدود التركية السورية كآلية فعالة محتملة لزيادة القدرة على تسليم المساعدات.
وأيد رئيس المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث فكرة التمديد لمدة 12 شهراً، قائلاً إنها “تمكننا وشركائنا من تقديم نتائج إنسانية أفضل في الأشهر المقبلة، الأمر بهذه البساطة”.
وكان مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قد عارض التمديد خلال جلسة بمجلس اﻷمن يوم الخميس الماضي، باعتبار أنه “ينتهك سيادة ووحدة أراضي سوريا”.