أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المشاركة في النسخة السابعة من مؤتمر بروكسل للمانحين، أن المجتمعات المحلية في سوريا تعاني أوضاعاً صعبة، حيث لا تزال اﻷغلبية الساحقة من السكان بحاجة إلى معونات إغاثية.
وقالت اللجنة في بيان للصحفيين، اليوم اﻷربعاء، إن “نزاعاً مسلحاً فتاكاً في البلاد مستمر منذ أكثر من 12 عاماً، وزلزالاً مدمراً ضرب البلاد في بداية هذا العام، تسببا بمزيد من المعاناة الإنسانية”، داعيةً الاتحاد الأوروبي الذي يستضيف مؤتمر بروكسل السابع بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، إلى تحرك فوري لمعالجة الوضع الحرج الذي يعيشه الناس.
وحذّر البيان الصحفي المشاركين في مؤتمر بروكسل من أن كلفة عدم التحرك ستكون غير محتملة، حيث “سيكون على المجتمعات المحلية الضعيفة أن تواجه، إلى جانب النزاع والزلزال الأخير، التضخم الجامح والانكماش الاقتصادي وانهيار خدمات الصحة العامة ودمار المنازل وخطر تعطل البنى التحتية الحيوية”.
ويعيش ما يقارب 90% من السوريين اليوم تحت خط الفقر، ويحتاج أكثر من 15 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وهو توجه ظلّ ثابتاً في السنوات الماضية، بينما يشكل خطر انهيار البنى التحتية الحيوية “مدعاة قلق داهم”، وفقاً للبيان.
تركيز الدعم على مناطق سيطرة سلطة اﻷسد
ودعت اللجنة مؤتمر بروكسل إلى إدراج استثناءات مُحدّدة الإطار ومستدامة في نُظم العقوبات المفروضة على سلطة اﻷسد، بحجة أن “التدابير التقييدية والعقوبات الدولية أعاقت استيراد قطع الغيار اللازمة لصيانة البنى التحتية الحيوية في المدن الرئيسية”.
وأكدت أنها كثّفت استجابتها في أعقاب الزلزال، في شراكة مع “الهلال الأحمر العربي السوري” التابع لسلطة اﻷسد، من أجل “تلبية الاحتياجات المتنامية”، حيث “قدّمت مواد إغاثية أساسية، وخدمات الرعاية الصحية، والماء، والدعم في مجال الصحة النفسية، وأعادت تأهيل المرافق، وخاصة المدارس، التي تُستخدم كمآوٍ”.
وذكر البيان أيضاً أن اللجنة الدولية عملت بالتعاون مع “الهلال الأحمر العربي السوري” على تحسين إمكانيات الحصول على مياه الشرب ووفرّت محوّلات لإعادة تشغيل التيار الكهربائي، في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية، “فابريزيو كاربوني”: إن “على المجتمع الدولي أن يواجه الحقيقة الصعبة التي تؤكد أن الوضع في سوريا لا يُحتمل وأن عدم التحرك سيترك تداعيات خطيرة على جميع المعنيين، وسيعيق أي احتمالات للتوصل إلى تعافٍ مستدام.. وعلينا أن نمنح الأولوية للحفاظ على البنى التحتية الحيوية وتقديم استجابات إنسانية شاملة”.
ودعت اللجنة الدولية الدول المانحة في مؤتمر بروكسل إلى “قطع التزام دولي فوري بالحفاظ على البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية، وضمان إمكانية مواصلة استجابة إنسانية شاملة بينما يجري العمل على إيجاد حلول مستدامة”.
وأضاف “كاربوني”: “ليس انهيار هذه الخدمات الأساسية تهديداً بعيداً، بل إن احتمال حدوثه مرتفع جداً، وستكون له تداعيات مدمرة على الشعب السوري، إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة لمنع حدوثه”.
وشدّد على “الاستثمار في تلبية الاحتياجات الحيوية”، من أجل “إعادة بناء حياة السوريين وتزويد المنظمات الإنسانية بالقدرات اللازمة لتعزيز مساعداتها وأثرها”.
وأوضح البيان أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي تعمل في سوريا منذ عام 1967 “ملتزمة بتلبية احتياجات الشعب السوري، ومن ضمن أولوياتها تأمين وصول آمن إلى المياه النظيفة لأكثر من 12 مليون سوري، وضمان الأمن الاقتصادي لأكثر من 3 ملايين سوري من خلال تسهيل الحصول على الغذاء ودرّ المداخيل، والعمل على التخفيف من التداعيات الصعبة للتلوث بالأسلحة داخل المجتمعات المحلية المتضررة بشدة من هذا التلوث”.
وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” قد انتقد تخفيض المساعدات الدولية لسوريا، وخاصةً الشمال الغربي، محذراً من إمكانية انزلاق السكان إلى خطر المجاعة.