تواصل أسعار مختلف المواد ارتفاعها الكبير في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، مع تراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي للسوريين، وتضاؤل حصة الفرد من الطعام والحاجات اﻷساسية، وفقاً لما تؤكده التقارير المحلية المتقاطعة.
واستغنت الكثير من العائلات مؤخراً عن البيض كعنصر أساسي في وجبة الإفطار بعد وصول سعر البيضة الواحدة إلى 1200 ليرة سورية، بحسب موقع “أثر برس” الموالي لسلطة اﻷسد، والذي نقل عن صاحب أحد المحال التجارية أنّ غالبية الزبائن يعرضون عن شراءه بعد معرفة الأسعار الجديدة.
ويقول أحد مربي الدجاج إنه “من الطبيعي أن يرتفع سعر صحن البيض في ظل عدم حصول المربين على الدعم اللازم خاصة العلف والمازوت وتكبدهم خسائر متلاحقة نتيجة شراءهم للعلف والمازوت بأسعار السوق السوداء إضافة لارتفاع أسعار الأدوية واليد العاملة”، وهو ما اضطر الكثير من المربين لترك المهنة نتيجة الخسائر المتكررة.
وأكدت إحدى النساء وهي أم لثلاثة أطفال أنها استغنت عن عدة أصناف في مائدة الإفطار الخاصة، ليس أولها البيض، حيث باتت اللبنة والجبنة أيضاً من المنسيات، فيما يوفر تخليها عن البيض بشكل يومي وبالحد الأدنى مبلغ 5500 ليرة إلى 6000 ليرة لكامل الأسرة.
ووفقاً لذات المصدر فإن الكثير من العائلات ألغت الإفطار بالكامل مؤخراً، ولجأت إلى إعداد السندويش بدلاً من طاولة الطعام، بعد أن تجاوزت كلفة تحضير الفطور الصباحي لأسرة متوسطة 35 ألف ليرة سورية، فيما يتجاوز وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية 6 ملايين ليرة سورية.
وفيما ارتفعت تكاليف المعيشة خلال شهور كانون الثاني وشباط وآذار بنسبة 41 %، فقد تزايدت هذه النسبة بشكل كبير خلال الشهر الماضي، جراء تدهور العملة.
من جانبه أكد موقع “تلفزيون الخبر” الموالي أن وجبة “المقالي” الواحدة التي تعتبر من أكثر الوجبات توفيراً تصل كلفتها إلى 50 ألف ليرة سورية، وذلك بموجب اﻷسعار الرسمية لـ”السورية للتجارة”.
وقالت إحدى النساء إنها تقوم بـ”تمرير” عدة أيام خلال الشهر الواحد دون طبخ، “لتجنب حدوث أي طارئ مثل زيارة ضيف لها”، حيث أن راتب زوجها لا يكفي لثلاثة أيام طعاماً وشراباً فقط.
وذكر أحد الموظفين أنّ الفواكه الصيفية والموالح والمثلجات أصبحت من “المحرمات” لديه رغم أنه يعمل إلى جانب وظيفته في تجارة الدراجات النارية والأدوات المنزلية المستعملة.
وقال موظف آخر إنّ راتبه وراتب زوجته يصلان إلى 300 ألف ليرة سوريا، ومع ذلك فهما لا يستطيعان إعداد الطعام بشكل يومي، لأنّ كلفة أرخص “طبخة” تصل إلى 50 ألف ليرة سورية، بينما أقلع عن التدخين قبل نحو سنة لتوفير ما كان يدفعه ثمناً للسجائر ودعم مصاريف أسرته.
ولا يزال الحد الأدنى للأجور لدى موظفي سلطة اﻷسد 92,970 ليرة سورية، أي ما يقرب من 10 دولارات شهرياً، ما يجعل السوريين يشعرون بأن هناك “معجزة” وراء استمرارهم في العيش.