سلطت وسائل إعلام، الضوء على معاناة اللاجئين السوريين جرّاء الحرب التي تشهدها معظم المحافظات في السودان، حيث باتوا مخيرين بين النزوح داخلياً أو العودة إلى بلدهم.
وكالة “الأناضول” التركية أجرت مقابلة مع عضو “لجنة دعم العائلات السورية” في السودان، “رامي ناجي”، اليوم الثلاثاء، حيث قال إن عدد السوريين في البلاد يبلغ نح 30 ألفاً، واصفاً أوضاعهم بـ “المأساوية”.
وقال “ناجي”: “لا أمان لأهل البلد ولا للسوريين أو أي جالية في الخرطوم التي تحولت إلى مدينة أشباح”، وأضاف: “الحرب بدأت فجأة، والناس لم تتوقع تطور الأوضاع بهذا الشكل”.
وتابع: “لم يكن لدى الناس استعداد لفترة الحرب، وأوضاع الموجودين في الخرطوم سيئة حيث لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم اليومية”.
وعن عدد القتلى، أكد “ناجي” أن عدد القتلى من اللاجئين السوريين جرّاء الاشتباكات وصل إلى 17 شخصاً، مشيراً إلى عدم وجود إحصائية حول عدد الجرحى.
وحول النزوح، لفت “ناجي” إلى أن النسبة الكبيرة من السوريين توجّهت إلى مدينة بورتسودان، فيما توجّه حملة الجنسية السودانية إلى مصر، إضافة إلى من استطاعوا الحصول على التأشيرة المصرية التي تقدّر قيمتها بين 1000 و1300 دولار.
وتحدث “ناجي” عن أوضاع السوريين في بورتسودان التي وصفتها بـ “المأساوية إلى أبعد الحدود”، وذلك بسبب ارتفاع إيجارات المنازل وغلاء في الأسعار، مبيّناً أنه مع دخول فصل الصيف تصبح المعيشة صعبة جداً بسبب نقص المياه في المدينة التي تعتمد على مياه الأمطار والآبار.
وأشارت إلى أن “بعض الأسر تتشارك البيت الواحد، حيث تسكن النساء داخل البيت، بينما ينام الرجال في الطرقات أو المساجد أو في أي مكان مناسب”.
وأضاف: “أغلب الناس خرجت من الخرطوم بثيابها فقط، وأخذت معها ما تمكنت من حمله. كثيرون خسروا أماكن عملهم، فكل يوم تنشر صور على مجموعات الواتسآب لمحلات ومصانع للسوريين تعرضت للسرقة والنهب”.
وبشأن عملية الإجلاء، كشف “ناجي” عن “ضعف في عمليات الإجلاء بخصوص السوريين، حيث أجلت السعودية نحو 50 إلى 60 شخصاً ضمن أول قافلة وصلت إلى بورتسودان، وبعدها تدخلت الجالية السورية”.
وأضاف أن “الجالية بدأت في جمع الأسماء بشكل عشوائي بمبادرة من بعض أبنائها، لذلك لا يزال معظم السوريين عالقين في بورتسودان”.
وأكد “ناجي” أن هناك ضعف في أداء سفارة سلطة الأسد، إضافة إلى نقص في الموارد، مضيفاً: “الناس أنفقت ما تملك من أموال في رحلة مغادرتها من الخرطوم إلى بورتسودان، حيث كان سعر تذكرة المواصلات قرابة 300 دولار للشخص الواحد”.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والمدافع في معظم المحافظات السودانية بين الجيش السوداني بقيادة “عبد الفتاح البرهان”، و”قوات الدعم السريع” بقيادة “محمد حمدان دقلو” المعروف بـ “حميدتي”، والتي دخلت شهرها الثاني.