قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية نقلاً عن مسؤول سعودي، أمس الاثنين، إن فتح المملكة قناة حوار مع سلطة الأسد لا يعني بأن الأمور تمت تسويتها بين الجانبين.
وأفاد المسؤول السعودي – لم يُذكر اسمّه – بأن رئيس السلطة “بشار الأسد”، رفض تقديم أي تنازلات لوزراء الخارجية العرب مقابل عودته إلى جامعة الدول العربية، في ظل تطبيع عربي محموم معه.
وأوضح أن اللقاءات التي تجري مع سلطة الأسد ستختبر ما إذا كان “الأسد” جاداً أم لا، مضيفاً: “تم التوصل إلى إجماع حول عدد من القضايا ونريد من سلطة الأسد أن تنجزها”.
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين محللين يشيرون فيما إذا كان الجدل ينتقل من ما إذا كانت إعادة تأهيل “بشار الأسد” أمراً معقولاً على الإطلاق بالنظر إلى التنازلات التي سيتم طلبها من سلطة الأسد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن “بشار الأسد” يشعر بالثقة، مبيّنةً أنه في اجتماع لوزراء الخارجية في الآونة الأخيرة ناقشوا إعادة قبول سلطة الأسد في جامعة الدول العربية.
وذكر مسؤولون أنه لم يبد أي اهتمام بـ “التسوية”، في الوقت الذي أوضح فيه مسؤول عربي للصحيفة: “سلطة الأسد تريد (من العرب) استسلاماً كاملاً”، البعض يمزحون حتى أنه قد يطلب الاعتذار”.
ووفقاً للمسؤول – لم يُذكر اسمّه – ما تزال بعض الدول العربية مترددة، ومن بين تلك الدول التي امتنعت عن الخطط التي تقودها السعودية لدعوة “الأسد” لحضور قمة جامعة الدول العربية هذا الشهر، قطر والكويت.
إدارة “ترامب” منعت “التطبيع” مع “الأسد”
المسؤول الأمريكي السبق والزميل في السياسة العربية في “معهد واشنطن للأبحاث”، “أندرو تابلر”، قال إن الضغوط التي مارستها إدارة “ترامب” منعت الآخرين من المتابعة.
وفي تلك المرحلة، كانت المنافسة بين إيران والسعودية مستنزفة للمنطقة، لذلك لم تكن هناك رغبة كبيرة في التواصل مرة أخرى مع “الأسد”، مضيفاً: “لطالما دعمت دول الخليج جماعات المعارضة وعارضت الوجود الإيراني المتزايد في سوريا”.
وتابع: “حالياً المواقف تجاه طهران قد تغيرت، مدفوعة جزئياً، مع عدم وجود توجيه واضح من الولايات المتحدة ورغبة الإمارات والسعودية في تهدئة التوترات مع إيران ووكلائها، وقد مهد هذا الطريق لوفاق الشهر الماضي بوساطة الصين بين إيران والسعودية”.
بدوره، بيّن أحد كبار المسؤولين السعوديين – لم يُذكر اسمّه – أنه في حين أن إعادة إشراك سوريا لم يكن “شرطاً” من الصفقة، فإن “أحدهما له تأثير على الآخر”، مضيفاً: “لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى سوريا لو لم نقم بذلك. حتى تركيا، الداعمة الحاسمة لفصائل المعارضة المناهضة للأسد، أظهرت دلائل أولية على أنها قد تغير موقفها”.
ولفت “تابلر” إلى أنه في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط الماضي، خففت أميركا مؤقتاً قيود العقوبات لتسهيل تدفق المساعدات إلى سوريا، مما خلق لحظة للقادة العرب للاستفادة منها، مما أثار دهشة المسؤولين الأميركيين.
سوريا ليست من أولويات “بايدن”
رئيس السياسة في “المجلس السوري الأمريكي”، “محمد غانم” أكد أن “سوريا لم تكن على رأس أولويات إدارة بايدن”.
ونوّه “غانم” في تصريحات للصحيفة إلى أن “الولايات المتحدة انتقلت من منع التطبيع مع الأسد إلى إذا طبعت مع الأسد فتأكد من الحصول على شيء منه”.
وأشار إلى التصريحات الأخيرة لمسؤول أمريكي كبير، حيث قال إنه بينما يجب “معاملة سوريا على أنها مارقة، إذا أرادت الدول العربية إعادة إشراك الأسد ، فعليها الحصول على شيء مقابل ذلك”.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أصدرت بياناً، أمس الاثنين، في ختام الاجتماع التشاوري بين وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن مع وزير خارجية سلطة الأسد “فيصل المقداد” بالعاصمة عمّان.
وقالت الخارجية الأردنية، إن الاجتماع جاء استكمالاً للاجتماع الذي استضافته السعودية، لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر.
ومن أبرز مخرجات الاجتماع حسب الخارجية الأرنية، العودة “الطوعية” و”الآمنة” للاجئين السوريين إلى بلدهم، وتعزيز التعاون بين حكومة سلطة الأسد والحكومات المستضيفة للاجئين والأمم المتحدة، وتكثيف العمل مع المجتمع الدولي لتسريع تنفيذ مشاريع “التعافي المبكر”، إضافة إلى تعزيز التعاون لدفع جهود تبادل المختطفين والموقوفين والبحث عن المفقودين، وتعزيز الأمن ومكافحة “الإرهاب”.