قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير، أمس الاثنين، إن ما فعلته روسيا من مجازر في مناطق عدة بسوريا، تُعيده في الأراضي الأوكرانية.
وقال “دافيد ماكولسكي”، الذي كتب المقال في الصحيفة، وهو محلل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، ومؤلف كتاب (محطة دمشق)، إن “صنع الأسطورة الروسية في سوريا، كان مقدمة للفظاعات في أوكرانيا”.
وأوضح الكاتب أنه “بنظرة سريعة للموقف، لا يبدو أن هناك الكثير من التشابه بين الصراع الطويل على الأراضي السورية، والحرب الجارية في أوكرانيا، فالأولى جرت بمشاركة العديد من الأطراف، بينما الثانية تجري بين طرفين محددين، على أبواب أوروبا، لكن القطعان الروسية تنتشر على الساحتين”.
وبحسب الكاتب، فإن “التدخل الروسي في سوريا، بدأ بتقديم الأسلحة، والمستشارين العسكريين، لنظام بشار الأسد، قبل التدخل الكامل، عام 2015، حين أنقذت القوات الجوية الروسية، نظام الأسد من الانهيار”.
وأضاف: “بذلك تقدم لنا الأوضاع الجارية في سوريا، نموذجاً ليس فقط لما تفعل روسيا حين تنتصر، بل أيضاً رؤية أوسع لما يمكن أن تقدم إستراتيجيتها في أوكرانيا”.
وبيّن الكاتب أن “آثار فوز الأسد في سوريا، كانت واضحة، بتحالف استراتيجي طويل الأمد بين دمشق وموسكو، إضافة إلى وجود عسكري روسي، شرقي البحر المتوسط، وسردية انتصارية للشعب الروسي في الداخل، حول تفوّق موسكو على واشنطن في الحرب الباردة الجديدة”.
واعتبر أن “الأسد كان محاصراً في قلب طيف واسع من العرقيات والديانات، والذين كانوا يحصلون على دعم الولايات المتحدة، والجيران العرب، وحولت موسكو سرديتها بخصوص الخسائر من أعداد القتلى الكبير، والخراب الاقتصادي الذي تسبب فيه نظام الأسد، إلى أمر ضروري لمواجهة الإرهاب”.
واختتم “ماكولسكي” مقاله بالقول إن “السردية الروسية في كل من سوريا وأوكرانيا، تشكل خطرًا شديدًا على الجميع، وعلى الجميع أيضًا يقع واجب المقاومة”.