اقتحمت القوات الإسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك في القدس بفلسطين، عقب صلاة التراويح، بهدف تفريغ المسجد من المعتكفين في المصلى القبلي.
وبحسب موقع “عربي 21″، فإن المعتكفين أغلقوا الأبواب على أنفسهم في المسجد القبلي، فيما قامت القوات الإسرائيلية بقطع الكهرباء عنهم.
وأوضح الموقع أن القوات الإسرائيلية قامت بطرد حراس الأقصى من أمام المصلى القبلي، ومن باب المغاربة والسلسلة، وتفريغ باحات المسجد الأقصى.
وبعد أن فشلت القوات الإسرائيلية بفتح أبواب المصلى القبلي لإخراج من بداخله من المعتكفين، قامت باعتلاء سطح المصلى القبلي، فيما أطلقت قنابل صوتية داخل المسجد القبلي من خلال النوافذ بعد أن حطمت عدداً منها، كما قامت باقتحام العيادة الطبية الملاصقة للمسجد القبلي في المسجد الأقصى، حسب الموقع.
وبعد تمكن القوات الإسرائيلية من اقتحام المسجد القبلي، اعتدت عناصرها على المعتكفين، وانهالت عليهم بالضرب المبرح، وكان عدد كبير منهم من النساء والأطفال.
اعتقال 350 فلسطينياً في الأقصى
الشرطة الإسرائيلية أعلنت في بيانٍ لها، اليوم الأربعاء، اعتقال أكثر من 350 فلسطينياً من المسجد الأقصى المبارك، زاعمةً أن “من بينهم ملثمون، ومن ألقوا الحجارة والألعاب النارية”.
وكانت “هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين” أشارت في تصريح مكتوب إلى أن الشرطة الإسرائيلية شرعت بالإفراج عن المعتقلين بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة في مدينة القدس لمدة أسبوع قابلة للتجديد، وفق وكالة “الأناضول”.
وأدانت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى.
صواريخ من غزة باتجاه المستوطنات
أطلقت الفصائل الفلسطينية، فجر الأربعاء، عدداً من الصواريخ تجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وذلك رداً على اعتداء الجيش الإسرائيلي على المعتكفين في المسجد الأقصى.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه رصد إطلاق 9 صواريخ من قطاع غزة، على دفعتين، مؤكداً اعتراض 4 منها بوساطة أنظمة الدفاع الجوي.
وأضاف أن 4 من تلك الصواريخ، سقطت في منطقة مفتوحة، مُبيّناً أنه لم يطلق أي صواريخ اعتراضية نحوها.
إدانات عربية
أدانت السعودية ومصر وقطر والأردن، اقتحام الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى واعتداءه على المصلين، محملةً تل أبيب مسؤولية تصاعد العنف وتقويض جهود التهدئة.
وقالت الخارجية السعودية إن “المملكة تتابع بقلق بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددا من المواطنين الفلسطينيين”.
وأضافت: “المملكة إذ تدين هذا الاقتحام السافر، تعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوّض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”.
من جانبها، أدانت الخارجية المصرية بـ “أشدّ العبارات” الاقتحام، وما صاحبه من “اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين بما فيهم النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية”.
وحمّلت مصر في بيان خارجيتها “إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوّض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين”.
وطالبت الخارجية المصرية المجتمع الدولي “بتحمّل مسؤوليته في وضع حدّ لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر”.
بدورها، أدانت الخارجية القطرية بـ أشدّ العبارات” اقتحام الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى وتخريبه والاعتداء على المصلين ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.
وأضافت أنها “تعتبر هذه الممارسات الإجرامية الوحشية تصعيدًا خطيرًا وتعديًا سافرًا على الأماكن المقدسة وامتدادًا لسياسة تهويد القدس واستفزازًا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان”.
كما حمّلت الخارجية القطرية إسرائيل “مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن سياساتها الممنهجة ضد حقوق الشعب الفلسطيني”، وحثت المجتمع الدولي على “التحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات”.