يحل شهر رمضان المبارك على أبناء مخيم “الركبان” الحدودي بعمق البادية السورية ضيفاً ثقيلاً، نظراً لغياب أدنى مقومات الحياة عن اللاجئين الذين أجبرتهم ظروف الحرب على مغادرة منازلهم والتمسك ببقعة جغرافية أبعد ما تكون عن المواقع التي تصلح للعيش البشري.
وقال مراسل “حلب اليوم”، اليوم الأربعاء، إن التيار الكهربائي أصبح من الأمور المنسية بشكل قطعي لأبناء مخيم “الركبان” الحدودي مع الأردن والعراق، وأن الكهرباء باتت أمراً لا يمكن التمتع بها إلا لمن يملك مدخرة وبعض الألواح الشمسية المولدة للطاقة داخل أسوار المخيم.
غياب المنظمات الخيرية عن “الركبان”
ونقل مراسلنا عن أحد اللاجئين قوله، إن “شهر رمضان الذي اعتدنا على أن يكون له خصوصية مطلقة جاءنا هذا العام بظروف استثنائية بكل المقاييس”، مضيفاً أن غياب المأكولات والمشروبات الرمضانية ليس ما ينغص عليهم صيام الشهر الفضيل، وإنما غياب الغذاء والماء وانتشار الأمراض هي الهاجس الأكبر الذي بات يؤرق سكان المخيم.
وأشار المصدر الذي – طلب عدم الكشف عن هويته – إلى أن غياب المنظمات الخيرية الداعمة للاجئين القاطنين ضمن مخيم “الركبان” كان له الأثر البليغ بما يخص الوضع المعيشي والخدمي والطبي أيضاً، إذ كان يعتمد أبناء المخيم على تلك المنظمات الخيرية التي تمد لهم يد العون بشكل دوري خلال العام ولا سيما في شهر رمضان المبارك.
أحد اللاجئين بالمخيم: “الركبان” أفضل من مناطق ميليشيات إيران
من جهته تحدث الحاج “عبد الله” من مدينة القريتين والذي بلغ على وصوله مخيم “الركبان” قرابة الـ 5 أعوام، عن قساوة العيش التي تأقلم قاطني المخيم عليها نسبياً، مشيراً إلى أنها تبقى أفضل بكثير من العودة لمناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية التي باتت تحكم قبضتها الأمنية على عدة مدن بريف حمص الشرقي.
وتعليقاً على متطلبات الشهر الكريم، بيّن الحاج “عبد الله” أن مياه الشرب تعتبر المطلب الأساسي الأول لجميع السكان الذين بات بعضهم ينتظر هطول المطر لتجميع المياه من على الشوادر وتعبئتها للاستخدام لاحقاً، إضافة لحاجة الأهالي للمواد الرئيسية من الغذاء كما هو الحال بالنسبة للأرز والبرغل والسمن والزيت، وغيرها الكثير من الخضراوات التي بات من المستحيل رؤيتها في البادية الجرداء.
وانهى الحاج “عبد الله” حديثه برغبته بالعودة إلى قريته وممارسة الشعائر الدينية التي غابت كلياً عن مخيم “الركبان”، متمنياً أداء صلاة التراويح بشكل جماعي، بالإضافة للاستماع إلى الدروس الدينية التي اعتاد على حضورها بعد صلاة العصر في كل يوم من أيام شهر رمضان.
يُشار إلى أن مخيم الركبان الذي يضم قرابة 7500 شخص بينهم بينهم نساء وأطفال، تغيب عنهم أي رعاية طبية من قبل المنظمات الإغاثية ولأممية، وسط مطالبة قاطني المخيم بلفت عين الانتباه لواقعهم المرير الذي عانون منه بشكل يومي، وفقاً لما أكده مراسلنا.