جدّد النازحون في مخيم “الركبان” على الحدود اﻷردنية جنوبي سوريا، مطالبتهم بتقديم دعم إنساني عاجل، وإغاثتهم بالماء، في ظل العطش الذي يعانون منه، جراء استمرار حصار قوات النظام.
ويعاني 10 آلاف مدني من أزمة كبيرة بسبب النقص الحادّ في الغذاء والدواء والمحروقات والاحتياجات الأساسية، فيما انخفضت مؤخراً إمدادات الماء إلى أقلّ من النصف، وفقاً لمنظمة “عالم أفضل للتنمية الاجتماعية” المدعومة من “اليونيسف”.
وأوضحت المنظمة أن كميات المياه التي تصل المخيم انخفضت مؤخراً في ظلّ ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، حيث كانت كمية المياه التي تصل للمخيم تقدّر بـ700 متر مكعّب يومياً في شهر أيار الماضي لكنها انخفضت إلى 300 وأحياناً إلى 150 متراً مكعباً بعد شهر أيار.
ولفتت المنظمة إلى أن العطش أصبح “يمثّل خطراً حقيقياً يُحدق بسكان المخيم الواقع في إحدى أكثر المناطق ارتفاعاً بدرجات الحرارة”.
وقال نازحون بالمخيّم لوكالة “الأناضول” إنهم “يقفون في طوابير للحصول على الماء، والأطفال يقطعون مسافة كيلو متر على الأقل لحمل 10 ليترات من الماء إلى بيوتهم”.
وأشار أحدهم إلى أن “ضغط الماء في المنافذ غير كافٍ، لذلك يضطر الشخص للذهاب والعودة أكثر من مرة ليجلب بعض الماء ويضعه في خزانه”، فيما قال آخر إن “الحرارة في المخيم مرتفعة جداً وتكاد تقتلنا، والمياه شحيحة، ولا نريد مياهاً من أجل الاستحمام أو التنظيف، كلّ ما نريده هو مياه لنشربها”.
ولفتت الوكالة إلى أن ما يزيد معاناة اللاجئين في مخيم الركبان، هو عدم وجود سوى نقطة طبية واحدة، يعمل فيها 3 ممرضين فقط، فيما “لا توجد أدوية نوعية ولا مستلزمات طبية في المخيم، ولا يوجد حليب أطفال، ولا جهة تدعم في هذا الخصوص”.
وقال أحد المسنّين إن “الوضع في المخيم كان سيئاً بشكلٍ عام، لكنه زاد سوءاً هذا العام”، حيث أن “الأطفال الذين يلعبون طيلة اليوم في أجواء غبارية لا يتمكنون من الاستحمام، وفي بعض الأحيان نضطر للتيمم بدلاً من الوضوء لعدم توفّر الماء”.
وكانت العديد من المنظمات والهيئات دعت خلال اﻷيام الماضية، إلى إغاثة عاجلة لسكان المخيم الذي يرزح تحت وطأة الحصار منذ أعوام.