قال مراسل حلب اليوم في حمص إن قاطني مخيم الركبان جددوا رفضهم لدعوات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي طالب بتفكيك مخيم الركبان وعودة الأهالي إلى منازلهم الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
وأصدر وجهاء شيوخ وعشائر تدمر والبادية السورية بياناً مصوراً أعلنوا خلاله عن رفض العودة إلى مدنهم وقراهم التي باتت مرتعاً لقوات النظام والميليشيات الإيرانية واللبنانية الداعمة له، في إشارة منهم لميليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني اللذين فرضا هيمنتهما المطلقة على قرى وبلدت ريف حمص الشرقي.
هذا ولفت البيان إلى أن المصالحات التي عملت روسيا على فرضها بالمناطق المعارضة لنظام الأسد تسببت بتغيير ديموغرافي وعقائدي، فضلاً عن تغييب مئات الأشخاص ضمن سجون النظام لمن قرروا إجراء تسويات سياسية وبقاءهم ضمن منازلهم.
ويشهد مخيم الركبان الواقع بعمق البادية السورية على الحدود الأردنية والعراقية أوضاع معيشية صعبة تزامناً مع دخول فصل الشتاء وسط انعدام مقومات العيش والطبابة والتعليم وفقاً لما أفادت به مصادر من داخل المخيم.
ونقل مراسلنا عن الحاج أحمد عطالله أحد اللاجئين ضمن مخيم الكبان تأكيده غياب أي وسائل للتدفئة خلال فصل الشتاء الحالي، الأمر الذي دفع عشرات اللاجئين للخروج يومياً للصحراء بحثاً عن الأشواك وأي شيء قابل للاشتعال من أجل كسر حدةّ البرد وتوفير بعض الدفء لأطفالهم.
وتحدث مصدر محلي من أبناء مدينة السخنة بريف حمص الشرقي عن طمس معالم المدينة وأصالتها التي امتازت بها خلال عقود كثيرة مضت بعدما أقدمت ميليشيا لواء فاطميون المدعومة من قبل ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على إقامة حوزات دينية لتعليم أصول المذهب الشيعي بين أبناء المدينة، مستغلين حاجة الأهالي والفقر الذي يعانون منه بسبب البطالة.
يشار إلى أن مخيم الركبان يؤوي ما يقارب 6500 شخص من أبناء مدن ريف حمص الشرقي ومدينتي البوكمال ودير الزور شمال شرق سوريا ممن أجبرتهم الحرب التي شهدتها مدنهم على مغادرتها، في حين أن معظم اللاجئين ما زالوا متمسكين برفض طلب العودة إلى مناطقهم تحسباً لعمليات الاعتقال العشوائي التي طالت من قرر العودة في وقت سابق.