أعلنت سلطة اﻷسد عن اجتماع وزير زراعتها في العاصمة السورية، مع نظرائه اﻷردني والعراقي واللبناني، لبحث “التعاون في المجال الزراعي”، وذلك وسط تصاعد في جهود التطبيع العربي مع اﻷسد.
وبينما تحدّث “محمد حسان قطنا” وزير الزراعة عن “التوجه نحو مستقبل أفضل للدول العربية الشقيقة”، كشفت صحيفة “الوطن” الموالية عن تدهور غير مسبوق في قطاع الدواجن إلى جانب الزراعة المتردية.
وتشهد أسعار الفروج الحي ارتفاعاً كبيراً ومتزايداً، وأكد عدد من السوريين بالمدينة للصحيفة غياب الفروج عن منازلهم وأطفالهم لما يزيد على 6 أشهر، وقال بعضهم: لأكثر من عام؛ لافتين إلى عدم إمكانياتهم شراءه بعد أن وصل سعره إلى مستويات عالية.
من جانبه قال رئيس “غرفة زراعة حمص” “أحمد كاسر العلي” إنه “تم الحديث والتحذير مراراً وتكراراً من أنه سيتم الوصول إلى هذا الواقع منذ أشهر وعن ضرورة الوقوف مع المربين ودعمهم لمواصلة العمل من دون جدوى”، مؤكداً على أنه في حال تواصل الوضع بهذه الوتيرة فلن يبقى لدينا تربية “فروج” من الأساس.
وأشار إلى الخسارات المتتالية التي يتلقها المربون حيث “لم يبق هناك أي كبير في مصلحة الدواجن”، موضحاً أن المربين “كانت أرباحهم السابقة كبيرة وخيالية وحالياً خسائرهم خيالية أيضاً”، و”من كان يربي 100 ألف أمات فروج حالياً بات يربي 8 آلاف أم وهذا ينطبق على أصحاب مداجن الفروج الذين لحقتهم خسائر كبيرة ومتتالية”.
كما بات شراء اللحم اﻷحمر حلماً بالنسبة لكثير من السوريين في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، مع ارتفاع أسعاره المستمر، وخصوصاً خلال رمضان، بينما تهدد محاولات التصدير برفعها بشكل كبير.
وبعد الاتفاقات التي تمّ إبرامها مؤخراً مع اﻷردن ودول الخليج العربي، سيتم نقل 200 ألف رأس لتصديرها عبر الأراضي الأردنية وصولاً لدول الخليج.
وقال وزير الزراعة الأردني “خالد الحنيفات” اليوم من دمشق، إن العلاقة مع من أسماهم “الأشقاء في سوريا والعراق ولبنان والأردن” هي علاقات “اجتماعية ثقافية وتجارية وسياسية وزراعية راسخة عابرة للأزمنة والحدود”، فيما قال نظيره العراقي “عباس العلياوي” إن ما أسماه “التكامل الزراعي بين البلدان ضرورة لا مناص منها مع التحديات المتفاقمة للتغيرات المناخية والأزمات المتتالية”.
وتحدّث “العلياوي” عن “تعزيز التبادل التجاري وتسهيل انسياب السلع الزراعية ووضع أطر وتفاهمات من أجل تبادل الكفاءات وتطوير التعاون الفني في القطاعات الزراعية والحيوانية”، أما “عباس الحاج حسن” وزير الزراعة اللبناني فقد اعتبر أن “اﻷمن الغذائي أولوية على كل ماعداه من ملفات”.
ويأتي ذلك وسط فشل ذريع يهدّد قطاع الزراعة في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، حيث باتت أصناف تواجه خطر الانقراض في الساحل، مع ارتفاع التكاليف وأسعار المحروقات والانقطاع المتكرر للكهرباء وتضاعف أسعار السماد.