يتطوّع معلمون لتقديم الدروس إلى التلاميذ في خيام تم تحويلها إلى صفوف دراسية، بريف حلب، عقب تضرر المدارس بشكل كبير بسبب الزلزال الذي جعلها غير صالحة للاستخدام.
وقام عدةّ معلمين بمشروع تطوعي بسيط في “جنديرس” التي دُمرت بشكل شبه كامل جراء زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا في 6 فبراير/شباط الماضي، حيث جرى تحويل خيام النازحين إلى “صفوف دراسية”.
وتضررت 24 مدرسة من أصل 45 مدرسة يدرس فيها 40 ألف طالب في البلدة، بينما ينتظر التلاميذ مد يد العون لتلبية احتياجاتهم المدرسية، وفقاً لمسؤول بالمجلس المحلي ناشد المنظمات المعنية للمساعدة في صيانة المدارس.
وخُصصت 9 مدارس صمدت خلال الزلزال لإيواء المنكوبين، فيما أُغلقت المدارس المتضررة من أجل سلامة الطلاب، وتم تحويل 10 خيام إلى صفوف دراسية تستوعب كل منها نحو 40 طالباً، بدعم من منظمات مدنية.
ويعاني الطلاب والمعلمون في الخيام من ظروف الشتاء القاسية، وفقدان المقومات، وسط حالة من النزوح والتشرد والبرد، وفقدان المواد القرطاسية.
وقال المدرس “قصي السبع”، لوكالة “اﻷناضول“، وهو يعمل في منظمة مدنية تدعى “المنتدى السوري”، إن ثمة حاجة لزيادة عدد الخيام التعليمية في المنطقة، لافتاً إلى وجود صعوبات كبيرة على صعيد العملية التعليمية إثر الزلزال، ومؤكداً ضرورة حل مسألة المدارس على وجه السرعة.
كما ناشد “بشار حمادة” وهو أحد المسؤولين المحليين عن التعليم في “جنديرس”، ناشد كافة المنظمات الخيرية للمساعدة في ترميم المدارس.
ويعاني قطاع التعليم في المنطقة أساساً من صعوبات جمة، وسط اتهامات للمنظمات والحكومات المحلية والجهات المعنية بتعمّد إهمال العملية التعليمية، حيث يطالب المعلمون بشكل مستمر برفع رواتبهم المتدنية.
وتسبب الزلزال بدمار كبير أدى لتصدع مئات المنازل وتهدم عدد كبير منها، في “جنديرس” كما قتل أكثر من 500 شخص في البلدة، وأصبح الآلاف بلا مأوى، مما دفع المجلس المحلي لمدينة “عفرين” والمنظمات الإنسانية المحلية ﻹنشاء مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين من الزلزال، فيما لجأ آخرون إلى خيام بمساعدة متطوعين و فاعلي خير.
وبينما يعيش النازحون من بيوتهم بفعل الزلزال أسى فقدان أقربائهم وخسارة بيوتهم، فإنهم يواجهون برداً شديداً يضيف معاناة على معاناتهم، وهم ينتظرون من يساعدهم لإعادة بناء بيوتهم.