حذّرت وزارة الزراعة في “الحكومة السورية المؤقتة” المزارعين في المنطقة من انتشار حشرة ضارة جداً بالحبوب، في هذه اﻷيام، مع اقتراب موسم حصاد القمح والشعير، داعيةً إلى جملة من اﻹجراءات الوقائية.
وقالت “الإدارة العامة للبحوث العلمية الزراعية” التابعة لوزارة الزراعة، في بيان، إنها تدعو المزارعين والفنيّين للانتباه إلى وجود إصابة بحشرة ضارة وخطيرة، تنتشر خلال هذه الفترة من السنة، وتُضر بمحصولي القمح والشعير، وتشدّد على التزام التعليمات الفنية لمعالجة الإصابة.
وتسمى الحشرة بـ”حافرة أوراق القمح” أو (دودة الزرع) والاسم العلمي لها هو Syringopais Temperatella :(رتبة حرشفية الأجنحة) Iepidoptera، وهي “تصيب محصولي القمح والشعير الإستراتيجيين لجيل واحد بالسنة”.
وتبدأ دورة حياة هذه الحشرة في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير من كل عام، وفي بداية شباط/ فبراير تخرج اليرقات من التربة وتهاجم نبات القمح حيث تبدأ بالدخول من قمة الورقة وباتجاه القاعدة وتتغذى على الأنسجة الداخلية وبعد اكتمال نموها بحوالي شهرين تتجه إلى التربة حيث تتحول إلى عذراء.
وفي أواخر آذار/ مارس ونيسان/ أبريل تظهر الفراشات وتضع البيض على أنصال الأوراق أو على سطح التربة ضمن مجموعات تتألف من 50 إلى 100 بيضة، وبعد فقس البيض تدخل اليرقات وتتغذى لمدة أسبوع ثم تهبط للتربة لتقضي فترة سكون إجباري (صيفي – شتوي) بطور اليرقة داخل شرنقة حريرية على عمق 20 سم حتى نهاية الشتاء من العام القادم.
وأوضحت إدارة البحوث الزراعية أن الطور الضار يتمثل في اليرقة التي تحفر بين بشرتي الورقة مسببةً اصفرار النبات وذبوله وتظهر الإصابة على شكل بقع صفراء، ثم تتسع لتشمل معظم الحقل ويزداد الضرر في حال عدم الإمطار واستمرار الجفاف وقت الإصابة.
ونصح البيان بإجراء حراثة عميقة بعد الحصاد أو قبل الزراعة، حيث أنها كفيلة بتعريض اليرقات الساكنة للعوامل الجوية القاسية، وبعض الأعداء الحيويين حيث تخفض أعداد الحشرة بشكل كبير، فضلاً عن اتباع دورة زراعية ثلاثية وعدم زراعة القمح والشعير في الأرض المصابة سابقاً لمدة سنتين
كما أرشد المزارعين إلى الاعتناء بالحالة العامة للنباتات من خلال التسميد بالسماد المتوازن، وسقاية اﻷرض إن أمكن ذلك، وتنظيف الحقول من الأعشاب النجيلية، وعدم التبكير في موعد الزراعة، والالتزام بالموعد المثالي للأقماح الربيعية في المنطقة من 15 تشرين الثاني/ نوفمبر حتى 20 كانون الأول/ ديسمبر في كل موسم زراعي.
وحول المكافحة الكيميائية الممكنة تنصح إدارة اﻷبحاث برش النباتات للقضاء على اليرقات الضارة خلال شهري شباط/ فبراير وأذار/ مارس بأحد المبيدات “البيروثرودية” (دلتامثرين ـ الفاسايبر مثرين ـ لمبادا (كاراتي) )، أو مبيدات مجموعة “النيكوتينيدات”: (أسيتاامبريد (زينيت)ـ ثياكلوبريد (اكتارا)ـ اميدياكلوبرايد (كونفيدور) )، وفي حال الإصابة الشديدة يتم إجراء تعفير بمبيدات التعفير “كارباريل” ( سيفين ـ سايبرمثرين ـ لامداسيالوثرين).
وكانت اﻷمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت المنطقة خلال اﻷيام الماضية قد سببت أضراراً مباشرة في 112 دونماً من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية الباكورية كالفاصولياء والخيار والكوسا والبندورة، وأراضٍ مزروعة بمحصولي الكمون والقمح، بالإضافة إلى تضرر شبكات ري تغذي أكثر من 100 دونم في منطقة عدوان بسهل الروج غربي إدلب، بعد غمر مياه السيول للأراضي الزراعية وفقاً لـ”الخوذ البيضاء“.