تعمل وزارة الزراعة على تدارك ما يمكن تداركه من الغطاء النباتي والحراجي في الساحل السوري، ومنع تكرار كارثة الحرائق التي اندلعت خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة مجد سليمان لموقع الإخبارية: “بشكل عام يعود الغطاء النباتي بشكل سريع نسبياً إلى وضعه الأولي قبل الحريق دون تدخل بشري في جميع الحالات تقريباً، ولكن تتوقف عودة الغطاء النباتي على شدة وتكرار الحريق في نفس المنطقة أو المجموعة الحراجية”.
وأضاف: “تعتمد قدرة النظام البيئي الحراجي على استعادة عافيته بعد حدوث الحريق على درجة هذا الحريق، لذلك يجب أن تطبق الحماية الكاملة على المواقع التي تعرضت لحرائق متوسطة الشدة، إذ تعود التغطية النباتية بشكل تدريجي بإنبات البذور أو الخلفات أو انطلاقاً من الأعضاء الحية تحت التربة (بصيلات – ريزومات)”.
وأشار سليمان إلى أنه يجب أن تطبق الحماية على المواقع التي تعرضت لحريق عالي الشدة مع التدخل بنثر البذور للأنواع السائدة في الموقع، على أن يراعى أن تكون هذه البذور قد تم جمعها من المناطق القريبة أو المحاذية لموقع الحريق قبل حدوثه.
وكشف سليمان أن وزارة الزراعة ومديرية الحراج تنفذ سنوياً خطة تحريج اصطناعي، وخطة لإنتاج الغراس الحراجية في جميع المحافظات، حيث تتناسب الأنواع الحراجية المنتجة مع بيئة مواقع التحريج الاصطناعي لديها.
وذكر أن خطة التحريج الاصطناعي المقترحة للموسم القادم 2025-2026 تستهدف مساحة 1000 هكتار، بينما خطة إنتاج الغراس الحراجية المقترحة تستهدف إنتاج مليون و400 ألف غرسة حراجية.
وحول أنواع الأشجار القديمة التي احترقت أو اقتربت منها الحرائق في ريف اللاذقية، أوضح مدير مديرية الحراج أن معظم الغطاء النباتي المحروق هو من الصنوبريات والسنديانيات وبعض من عريضات الأوراق.
وذكر سليمان أن مديرية الحراج في وزارة الزراعة تتوجه لزراعة الأنواع متعددة الأغراض والمناسبة بيئياً للمواقع المحروقة (الغار والخرنوب والسماق)، ولا سيما ضمن المواقع الحراجية القريبة من المجتمع المحلي القاطن بجوار الغابات، بهدف تعزيز النهج التشاركي للوصول إلى الإدارة المستدامة للغابات.
وقد أدت الحرائق التي اندلعت في غابات ريف اللاذقية خلال الشهر الجاري إلى تضرر آلاف الهكتارات من المساحات الحراجية والزراعية، قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني والإطفاء بالتعاون مع فرق إطفاء تركية وعربية من السيطرة عليها بعد جهود متواصلة استمرت 12 يوماً على التوالي.