يواصل وباء “الكوليرا” انتشاره في سوريا، وسط تفاقم لمشكلة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي في مختلف مناطق سيطرة النظام، وهو سبب رئيسي لعدم القضاء على المرض، وفقاً لتأكيدات منظمة الصحة العالمية.
وذكرت صحيفة “الوطن أون لاين” الموالية للنظام، في تقرير نشرته اليوم اﻷحد، أن مساحة واسعة من الأراضي قرب “مصياف” في ريف حماة وسط البلاد، غُمرت مؤخراً بمياه الصرف الصحي التي فاضت على أراضٍ مزروعة بالقمح، نتيجة انسداد المحور الإقليمي للصرف الصحي “عين حلاقيم ـ البياضية ” بسبب الأمطار الغزيرة.
ويعود ذلك – بحسب الصحيفة – إلى كون المحور المذكور والمخصص لدفع الصرف الصحي لناحية “عين حلاقيم” وقرى “بعمرة والدوغرلية والبياضية والزاملية”؛ مفتقراً لمحطة معالجة في نهايته، حيث يسير بمحاذاة نهر “الساروت”، بينما غرقت حقول القمح بالكامل وتشكّلت مستنقعات كبيرة بالمنطقة.
ويمر منخفض جوي قوي بالبلاد هذه اﻷيام، أدى لتشكل سيول وانجرافات مع الأمطار الكثيفة، ومن المتوقع أن يستمر لنحو أسبوع مقبل.
وكانت مدينتا اللاذقية وحماة قد شهدتا فيضانات واسعة، منذ عدة أسابيع جراء ضعف شبكات التصريف، مما أدى لسقوط ضحايا وخسائر بشرية.
ووفقاً لما أعلنه الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، منذ أشهر فإن المرض بدأ بالانتشار في سوريا من منطقة شمال شرقي البلاد خلال الصيف، بسبب تلوث نهر الفرات، ووصل بعد ذلك بأسابيع إلى مناطق سيطرة النظام، ليتحول إلى وباء يهدد المنطقة برمتها.
وقال “غيبريسوس” في إحاطة قدمها لمجلس اﻷمن في شهر تشرين اﻷول/ أكتوبر الفائت، إن سوريا قد تتحوّل إلى “بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها”، حيث ينتقل المرض عن طريق المياه الملوثة، فيما تفتقر البنية التحتية إلى جانب المخيمات ﻷبسط المقومات.
من جانبها أكدت اﻷمم المتحدة في تقرير سابق، أن انتشار الوباء في سوريا مرتبط بانخفاض منسوب الفرات، وبضعف المرافق الصحية، وبري المزروعات بالمياه الملوثة، وهو ما يحدث في كافة مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في محيط دمشق والساحل وأجزاء من درعا.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية سلّمت النظام اللقاحات المخصصة لكافة مناطق سوريا ضدّ الوباء، في محاولة لمنع تحويل البلاد إلى مصدر تهديد عالمي للصحة.