رفض مجلس النواب الأمريكي تمرير مشروع قرار كان سيُلزم الرئيس الأمريكي، “جو بايدن”، بسحب القوات من شمال شرقي سوريا.
وتقدّم بالمشروع النائب عن الحزب الجمهوري “مات جايتز” في 22 شباط/ فبراير الماضي، وانتقد أمس اﻷربعاء قبيل التصويت سياسة بلاده في سوريا، مؤكداً أنها ولدت الفوضى والتي “أدت إلى اﻹرهاب”، متسائلاً “ما الذي يُمكن أن يفعله 900 جندي هناك؟”.
وأرسلت الولايات المتحدة 2500 جندي في عام 2014، واعتمدت على قوات “قسد” في السيطرة على منطقة شرق الفرات، ضمن عملية برية واسعة قام بها التحالف الدولي بقيادتها ضدّ تنظيم “الدولة”.
وأمر “ترامب” بسحب 1600 جندي من المنطقة في 2018، ضمن عملية “إعادة انتشار”، ركزت من خلالها القوات اﻷمريكية على تأمين حقول النفط والمواقع اﻹستراتيجية.
وقال النائب الجمهوري إنه يجب “إنهاء الحرب في سوريا وإعادة القوات إلى الوطن”، مضيفاً: “لا أعتقد أن ما يقف بين تحقيق الخلافة الإسلامية أو منعها، هو 900 جندي أمريكي تم إرسالهم إلى هذا الجحيم من دون تعريف للنصر ولا هدف واضح”.
ويرى “جايتز” أنه لا جدوى من وجود القوات في شمال شرق سوريا، حيث أن الولايات المتحدة “حاولت بناء ديمقراطية من الرمال والدم والميليشيات العربية”، في إشارة إلى قوات “قسد”، لكن “النتائج لم تُقلل من الفوضى”.
وصوّت أمس غالبية النواب ضد المشروع الذي كان سيُلزم “بايدن” بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال 15 يوماً؛ حيث اعترض عليه 321 نائباً، بينما أيده 103 آخرون.
وأشار النائب اﻷمريكي إلى تصاعد المخاطر على حياة الجنود في المنطقة حيث يتعرضون لهجمات مستمرة بالصواريخ والطائرات المسيرة.
من جانبه كتب السفير الأمريكي السابق إلى سوريا، “روبرت فورد”، رسالة إلى “الكونغرس” أيّد فيها دعوة “جايتز”، حيث قال إن مهمة بلاده العسكرية في سوريا ما تزال غامضة.
وانتقد “فورد” عدم وجود “تعريف لما ستبدو عليه الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة، بعد أكثر من ثماني سنوات من العمليات العسكرية في سوريا”، متسائلاً ما إذا كانت المهمة “قابلة للتحقيق”.
يشار إلى زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، الجنرال “مارك ميلي”، إلى قاعدة عسكرية شمال شرق سوريا، في الرابع من الشهر الجاري، حيث شدّد على ضرورة استمرار العملية ضدّ تنظيم “الدولة”، معتبراً أنها مهمة “تستحق المخاطرة”.