بدأ فريق لقاح سوريا Syria Immunization Group، صباح اليوم الثلاثاء، بحملة تلقيح ضد وباء “الكوليرا”، تشمل مناطق شمال غربي سوريا، بالتعاون مع مديرية صحة إدلب التابعة لحكومة اﻹنقاذ، ومديرية صحة حلب الحرة التابعة للحكومة السورية المؤقتة.
ومن المقرر أن تستمر الحملة لمدة عشرة أيام اعتباراً من اليوم، حيث تستهدف الأشخاص من عمر سنة فما فوق، لتلقيحهم، وذلك تحت إشراف منظمة الصحة العالمية ومنظمة “اليونيسيف”.
وتمّ تشكيل فريق جوّال بعد تدريب كوادر على التطعيم بلقاح فموي، حيث يتعيّن على 1200 فريق متنقّل التجوال من بيت لآخر حتى استكمال المُستَهدفين.
وكانت منظمة “اليونيسف” قد حذّرت من مخاطر انتشار واسع للأمراض المنقولة بواسطة المياه مثل “الكوليرا” والإسهال و”الدوسنتاريا”، حيث تبقى في أعلى مستوياتها على الإطلاق بسبب تبعات الزلزال.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك أزمة إنسانية كبيرة في سوريا تُسبب أضراراً تضاف إلى كارثة الزلزال، مشيرةً إلى أن “الكوليرا”، عاودت الظهور في سوريا مؤخراً، وأعلنت أنها أرسلت ملايين الجرعات إلى سوريا، حيث وصلت مليون و700 ألف جرعة للشمال الغربي.
ويأتي ذلك فيما حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، من خطر انهيار شبكة المياه المتهالكة في أنحاء محافظة حلب بشمال غربي البلاد، حيث قالت في بيان عبر البريد الإلكتروني إن الكارثة تسببت في أضرار مباشرة للبنية التحتية للمياه.
وأكدت أن الكارثة قللت من كفاءة الشبكات وزادت من خطر تسرب المياه الملوثة، ومن خطر حدوث “انهيار محتمل” للقطاع الصحي بالمنطقة.
وأضافت اللجنة أن العديد من خزانات المياه الموجودة على أسطح المنازل دمرت خلال الكارثة مما زاد من الضغط على نظام المياه.
وقال “فابريزيو كاربوني” المدير الإقليمي للشرق الأوسط والشرق الأدنى باللجنة: “إن احتمال حدوث عواقب وخيمة على الصحة العامة نتيجة الزلزال مرتفع بشكل مخيف”.
وتتفاقم اﻷزمة مع ارتفاع معدلات الجفاف وتراجع منسوب اﻷنهار وفروعها في شمال شرقي البلاد، وريّ مزارعين للخضروات بمياه الصرف الصحي.
يُذكر أن اللقاحات دخلت الشهر الماضي إلى المنطقة قادمةً من مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، “عبر خطوط التماس” في محافظة حلب، حيث أرسلتها منظمة الصحة في وقت سابق إلى دمشق.