تواصل أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية الارتفاع في مناطق سيطرة اﻷسد، إلى جانب تفاقم اﻷزمات في قطاعات مختلفة كاللحوم والدواجن والزراعة، فضلاً عن انقطاع أو ندرة اﻷدوية وحليب اﻷطفال، وهو ما يعزوه إعلام النظام بشكل ممنهج إلى تبعات زلزال “قهرمان مرعش” في الجنوب التركي.
وفيما استثمر النظام في الكارثة سياسياً لدعم جهود التطبيع وخرق العقوبات، يواصل إعلامه ضخّ المزيد من الادعاءات حول كون سلطة اﻷسد بمنأىً عن أسباب اﻷزمات المتتالية، حيث غلت اللحوم في أسواق العاصمة دمشق بنسبٍ وصلت إلى 30% خلال آخر 20 يوماً، وهو ما اعتبرته صحيفة “الوطن” الموالية للنظام مرتبطاً بالزلزال.
وادعى رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها “عبد العزيز معقالي” أن “الزلزال أعطى مبرراً لبعض التجار وضعاف النفوس بزيادة الأسعار”، محذراً من الارتفاعات المتزايدة التي من المتوقع أن تتجاوز الـ 40 بالمئة خلال شهر رمضان إن لم يكن هناك تدخل واضح من سلطة في الأسواق.
وكانت “الوطن” قد برّرت ارتفاع أسعار حليب اﻷطفال، في تقرير نشرته اﻷسبوع الماضي بارتفاع الطلب عليه عقب الزلزال وإرسال الجمعيات اﻹغاثية كميات منه للمتضررين، إلا أن موقع “صوت العاصمة” كشف أن أحد التجار المقربين من “ماهر اﻷسد” وهو محتكر تلك السلعة، تسبب برفع أسعارها في السوق لزيادة ربحه.
وأضاف رئيس الجمعية أن السوق “منفلت” عن الرقابة، ملقياً باللوم على التجار لاحتكارهم المواد، حيث “يتذرعون في رفع الأسعار بالضرائب الكبيرة المفروضة على المستوردات والمحال”، وسط ارتفاع الأسعار مع انخفاض القدرة الشرائية.
وادعت الصحيفة أنّ ارتفاع الأسعار حصل عقب الكارثة التي شهدتها سوريا وتركيا منذ 20 يوماً، بالرغم من أن الدمار طال مناطق شمال غربي البلاد الخارجة عن سيطرة النظام.
وكانت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية قد ارتفعت منتصف شهر كانون الثاني الفائت بنسبة تراوحت بين 10 و20%، تزامناً مع إعلان سياسة تحرير الأسعار من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
من جهته لم يتردّد مدير المؤسسة العامة للدواجن “سامي أبو دان” في ربط أسباب تدهور قطاع الدواجن أيضاً بـ”تأثير الزلزال”، متحدثاً عن “نفوق حوالي 10-15 بالمئة من الدجاج المخصص للتربية، وذلك نتيجة للتجمعات التي أدّت إلى اختناقات”.
ويشهد هذا القطاع تدهوراً مستمراً منذ سنوات، وتفاقمت خسائر المربين خلال العام الماضي بشكل كبير، مما أدى لعزوف نحو 65% من مربي الدواجن عن هذه المهنة، خلال عام 2022، بحسب ما أكده موقع “أثر برس” الموالي، في وقت سابق.
وادعى “أبو دان” في تصريحه لـ”الوطن” في تقرير نشرته اليوم اﻹثنين، أن “أثر الزلزال كان واضحاً على الدجاج البيّاض، حيث انخفضت نسب الإنتاج بحوالى 20-30 بالمئة، واستمر ذلك حتى اليوم الخامس من الزلزال، ثم عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي”.
كما ألقى باللوم على الزلزال في الارتفاعات الكبيرة بأسعار الفروج وأجزائه في الأسواق، لكن “أبو دان” أوضح أن الأسباب بالأساسية “لم تختلف عن السابق حيث يعاني المربون سواء بالقطاع العام أم الخاص من ارتفاع في أسعار الأعلاف”، فقد وصل سعر الطن الواحد من الصويا إلى 9 ملايين ليرة، بينما لا يتجاوز سعره في دول الجوار كلبنان مثلاً نصف سعره محلياً، إضافة إلى أن البيض والفروج الذي يسوّق اليوم كان يربى في أكثر الأيام انخفاضاً بدرجات الحرارة هذا العام، باعتبار أن دورة تربية الدجاج هي 40 يوماً، ما شكّل نفقات أكبر على المؤسسة والمربين من ناحية تأمين التدفئة اللازمة في ظل ندرة تأمين المحروقات بالأسعار الرسمية.
وأكد مدير مؤسسة الدواجن أن نسبة المربين الذي يعملون اليوم على الأرض لا تتجاوز الـ20 بالمئة من مجمل المربين الذين كانوا يعملون قبل “الأزمة”، موضحاً أن ذلك يعد “مؤشراً سيئاً بالنسبة لهذا القطاع”.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سلطة اﻷسد قد عقدت يوم أمس اجتماعاً مع مربي الدواجن، وقدمت لهم بعض الوعود.