وقعت خلال الساعات اﻷخيرة عدّة هزات في محيط سوريا، مما أثار مخاوف السكان، وخصوصاً في منطقة الساحل غربي البلاد، وسط تضارب في اﻵراء بين التحذيرات والدعوة إلى الاطمئنان.
ووقعت قبل ظهر اليوم اﻷربعاء هزة أرضية في شمال فلسطين بقوة 4.2 درجات على مقياس “ريختر” وفقاً لما أعلنته الوكالة الرسمية للأنباء، حيث شعر بها سكان شمال الضفة الغربية والجليل، وذلك بعد أيام قليلة من تسجيل هزة في منطقة “رفح”.
وسُجلت خلال الفترة نفسها هزّة أخرى بقوة 4.5 درجة على مقياس “ريختر” في قضاء الحضر بـ”نينوى” في العراق.
وأعلن المركز الوطني للزلازل في لبنان، صباح اليوم، عن حدوث هزة أرضية بقوة 4 درجات وقعت غرب بيروت بـ 37كم في البحر عند الساعة التاسعة صباحاً.
كما ضرب زلزال بقوة 5.5 درجات محافظة “فارس” جنوب غربي إيران، وهو الثاني خلال يومين، وفقاً لوكالة “إرنا” الرسمية للأنباء.
وفي جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، تم تسجيل 86 هزة ارتدادية، خلال 24 ساعة، بعد زلزال “هاتاي” أمس؛ 67 هزة منها سُجلت ضمن جنوب غرب تركيا، و7 ضمن مناطق متفرقة غرب اللاذقية وشمال غرب حلب وشمال الرقة و شمال غرب حمص.
وانتشرت مجدّداً حالة من الهلع بعد الهزة الأرضية التي شهدتها سوريا مساء الإثنين بين سكان محافظتي طرطوس واللاذقية، مع تداول الكثير من التكهنات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويأتي ذلك رغم تأكيد معظم الخبراء والمختصين أن الهزات التي تحدث هي ارتدادية وما تزال ضمن النطاق الطبيعي، مع استبعاد وقوع زلزال جديد بقوة زلزال 6 شباط.
وخرج معظم سكان الساحل من بيوتهم أمس وباتوا في العراء لساعات طويلة امتدت حتى الفجر، إما في سياراتهم بعيداً عن الأبنية وأعمدة الكهرباء وإما في الساحات والحدائق والأراضي ومعهم أولادهم خوفاً من تكرار الهزة وحصول زلزال مدمر يؤدي إلى انهيار بيوتهم عليهم وقد تعرض عدد منهم لرضوض وكسور أثناء الخروج بسبب الهلع وتوفّي بعضهم، وفقاً لما نشرته صحيفة “الوطن” الموالية للنظام.
وفاقمت سلسلة الزلازل والهزات الارتدادية التي ضربت تركيا وسوريا المخاوف من إمكانية حدوث موجة “تسونامي” مدمرة في البحر الأبيض المتوسط، مع أنباء عن “تراجع مياه البحر في عدة دول”، حيث يعد “المتوسط” من المناطق النشطة جيولوجيا نتيجة اصطدام القارات الإفريقية والأوروبية والآسيوية الغربية، بحسب الدكتورة المصرية “إلهام محمود”، خبيرة البيئة وعلوم البحار بالأمم المتحدة وأستاذة بـ”الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء” بمصر.
وقالت “محمود” لقناة “فرانس 24” إن القارة الإفريقية تتحرك بمقدار 2.5 سم في السنة تحت الصفيحة الأوروبية، الشيء الذي يسبب زلازل متكررة ونشاطات بركانية؛ منوهةً بأنه وعلى الرغم من أن البنية الجيولوجية تحت السطحية للبحر الأبيض المتوسط قد تمت دراستها على نطاق واسع، فإن البيانات الإقليمية القليلة المتاحة حتى الآن لا تسمح لنا بتحديد الحدود بين الصفيحتين، وفهم النشاط التكتوني حولها.
وأضافت أن “البحر الأبيض المتوسط ليس بحجم المحيطات التي تستوعب أن يكون فيها موجات متلاحقة تسمى بتسونامي، فالحركة التكتونية معروفة في منطقة المتوسط وتحديداً في دول بلاد الشام وتركيا، ويمكن وصفها بأنها تحصل فيها إزاحة، وكما نعلم الزلازل مصدرها حدوث بعض الإزاحات الأفقية أو العمودية في القشرة الأرضية”.
يذكر أن منطقة شمال غرب سوريا تشهد أيضاً حالة من التخوّف في أوساط السكان، بعد انتشار إشاعات حول توقع حدوث هزات جديدة.