قالت وزيرة الخارجية الفرنسية “كاترين كولونا”، أمس الخميس، إن نظام الأسد لا يزال يرفض مفاوضات أسس السلام المستدام التي طرحت في قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، مشيرةً إلى أن أسباب العرقلة توجد في دمشق وليست باريس أو بروكسل أو نيويورك.
وفي مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، أوضحت “كولونا” أن تقرير منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية” أثبت مُجدّداً أن نظام الأسد لم يتردد في استخدام غاز الكلور ضد المدنيين في سوريا، لافتةً إلى أن هذه المرة التاسعة التي يُنسب إليه بصورة محايدة استخدام السلاح الكيماوي.
نظام الأسد يُعرقل الحل السياسي
وزيرة الخارجية الفرنسية أكدت أن باريس تعترض على “البربرية والوحشية” في سوريا، موضحةً أن بلادها لن تُطبع علاقاتها مع نظام أدين الأسبوع الماضي بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما 2018.
ولفتت “كولونا” إلى أن أسباب عرقلة الحل السياسي توجد في دمشق، وليست في باريس ولا في بروكسل ولا حتى في نيويورك”.
ونبهت إلى أن نظام الأسد وحلفاءه “يضطلعون بقوة” بالاتجار في “المخدرات” بصورة مطردة، ما يمثل مصدراً مهماً لعدم الاستقرار في المنطقة، داعية لإيجاد حل سياسي لأجل الأمن المشترك.
كما شددت الوزيرة الفرنسية على أنه “لذلك ينبغي إيجاد حل سياسي، لأنه أمر مهم من أجل أمننا المشترك”.
وحول مطالب المجتمع الدولي من النظام، أفادت “كولونا” بأن “مجلس الأمن يطلب من النظام “أموراً بسيطة، وهي انخراطه في عملية سياسية، تتسم بالمصداقية والشمولية برعاية الأمم المتحدة”.
ولفتت إلى أنه “على سبيل المثال: كفّه عن معارضة اجتماع اللجنة الدستورية، ووضعه حداً للاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتهديدات الجسدية والتعذيب، وتعاونه مع عائلات المفقودين والإفصاح عن حقيقة مصيرهم، وإتاحة العودة الطوعية والكريمة والآمنة لما يربو على 6 ملايين سوري لاجئ في الدول المجاورة”.
كما أكدت في ختام حديثها، على أنه “نحن على عكس بشار الأسد، نهتم لأمر الشعب السوري الذي عانى على مدى 12 عاماً أشد المعاناة، وتواصل فرنسا دعمها تلبيةً لاحتياجات الشعب السوري الطارئة، ويبقى الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكبر المسهمين في المساعدة الإنسانية الدولية، إذ تخطت مساهماتهم ما قيمته 27.4 مليار دولار منذ عام 2011”.
وكانت منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية قد أصدرت يوم الجمعة الماضي، تقريراً خلص إلى أن طائرة مروحية عسكرية واحدة على الأقل تابعة للنظام أسقطت أسطوانات غاز الكلور على مبانٍ سكنية في مدينة دوما السورية، عام 2018، وأودت يومها بحياة ما لا يقلّ عن 70 شخصاً، بينهم أطفال ونساء.