كشف تقرير صحفي عن قرب موعد انطلاق محادثات اللجنة الدستورية السورية، المتعثّرة منذ نهاية شهر أيار/مايو الماضي، بسبب الموقف الروسي.
وكانت اﻷطراف المجتمعة في “جنيف” قد اتفقت على عقد الجولة التاسعة في أواخر تموز/يوليو الماضي، قبل أن يعلن نظام اﻷسد إضرابه عن المشاركة، بإيعاز من موسكو.
وأتى ذلك على خلفية اﻷزمة الدبلوماسية بين روسيا والغرب، في أعقاب غزو أوكرانيا، حيث تمّ فرض عقوبات ضدّ موسكو التي ردّت من جانبها باتهام “جنيف” بعدم الحيادية، ومطالبتها بتغيير مكان عقد المحادثات.
وقال “مصدر من اللجنة الدستورية” لموقع “المدن“، إن هناك توقعاتٍ بأن “يُبحث هذا الأمر خلال الجولة الـ19 من محادثات أستانة المقررة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري”.
وتحدّث المصدر عن “معلومات تفيد بتجاوز مشكلة اعتراض روسيا على عقد المحادثات في جنيف، بسبب إشكالية حصول الوفد الروسي على تأشيرات السفر إلى سويسرا”، حيث “تم تذليل هذه الإشكالية المتعلقة بتأشيرات الوفد الروسي خلال المحادثات الأرمينية – الأذربيجانية”.
وعُقدت تلك المحادثات في جنيف أواخر تشرين الأول/أكتوبر بحضور الروس، وبمشاركة من تركيا.
ولفت المصدر إلى “مؤشرات أخرى”، تمثّلت في المداولات عن احتمال صدور بيان رئاسي من مجلس الأمن يدعم خطة المبعوث الخاص “غير بيدرسن” (خطوة بخطوة)، ومن المرجّح أن يصدر مثل هذا البيان في الإحاطة القادمة التي سيقدمها “بيدرسن” أمام مجلس الأمن هذا الشهر.
كما أشار التقرير إلى عرقلة عدم التوافق الأميركي الروسي لصدور مثل هذا البيان، الذي بات ضرورياً للاتفاق على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود التركية.
واعتبر المصدر أن “بيدرسن” لا يقدم “خطوة بخطوة” بديلاً من العملية السياسية، وفقاً للقرار 2254 واللجنة الدستورية، بل بهدف إيجاد أدوات عملية لجعل المسار الدستوري “منتجاً”.
من جانبه رآى الباحث في مركز “الحوار السوري” “أحمد القربي” أن طريقة التعاطي الدولية مع الملف السوري لم تتغير، معتبراً أن قضية استكمال محادثات الدستور تبقى هامشية، نظراً لغياب تأثير عمل هذه اللجنة على مسار الحل السوري “المُجمّد”.
واعتبر أن الغرض من تأسيس اللجنة الدستورية، هو “الإيهام بوجود حل سياسي”، حيث “من المعروف أن اللجنة لن تُنجز أي خطوة في مسار الحل”.
يُذكر أن الجولات الثمانية الماضية لم تُفلح في التوصل إلى أية نتيجة ملموسة، مع غياب أية ضغوط على نظام اﻷسد، وكان “بيدرسون” قد أعرب في أكثر من مرة عن خيبة أمله من هذا المسار.