أعرب المبعوث اﻷممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسن” عن عدم تفاؤله بإيجاد حلّ للقضية السورية على المدى المنظور، داعياً الدول المعنية بالملف لدعم جهوده في إطار قرارات مجلس اﻷمن واﻷمم المتحدة.
وقال “بيدرسن” في خطاب بمجلس اﻷمن الدولي، أمس الأربعاء إن “الشعب السوري لا يزال محاصراً في أعماق أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية بالغة التعقيد بنطاق لا يمكن تصوره تقريباً”.
وكانت جلسة أمس قد عُقدت في “نيويورك” لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا، وكيفية تقديم الدعم لجهود المبعوث اﻷممي، وهو ما أكدت عليه دول غربية.
وعقد “بيدرسون” خلال اﻷسابيع واﻷشهر الماضية لقاءات مع عدة مسؤولين معنيين بالملف السوري؛ بما في ذلك اجتماعه مع كل من وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” ونظيره التركي “مولود جاويش أوغلو”، حيث أوضح أن لديه أولويات تشمل “الحاجة إلى التراجع عن التصعيد”، و”وقف النار على الصعيد الوطني لحل النزاع”.
كما يشار إلى أن ممثلي كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا اجتمعوا في جنيف مع المبعوث الأممي، وأصدروا بياناً مشتركاً، أكدوا فيه على “الدعم الثابت لجهود بيدرسن من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري بما يتماشى وقرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وتحدث البيان أيضاً عن ضرورة “وقف النار، وإطلاق أي محتجزين تعسفاً، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتهيئة الظروف لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين والنازحين، طبقاً لمعايير الأمم المتحدة”.
وأعربت الدول المذكورة عن أملها في “العمل مع الشركاء في المنطقة والمعارضة للمشاركة بشكل كامل في هذا الإطار، بما في ذلك عملية خطوة بخطوة المتبادلة، عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة، لضمان أن لا يزال الحل السياسي الدائم في المتناول”.
بيدرسن غير متفائل
أكد المبعوث الخاص أن “السوريين منقسمون بشدة” حول مستقبل بلدهم، مشيراً إلى أن القضية السورية وصلت “أبعاداً ملحمية” اليوم، زادت معها الحاجة إلى تحقيق الحل السياسي.
وأشار إلى أن “أي تقدم جوهري لبناء رؤية سياسية مشتركة للمستقبل” لا يمكن أن يتحقق إلا عبر “عملية سياسية حقيقية”، لافتاً إلى أن البلد “يبقى بحكم الأمر الواقع مقسماً إلى أجزاء عدة، تنتشر فيه خمسة جيوش أجنبية وجماعات مسلحة وقائمة من الإرهابيين الناشطين”، على حدّ تعبيره.
كما تحدث المبعوث عن “الإساءات والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في كل أنحاء سوريا”، حيث أن “أكثر من عقد من الدمار والحرب والفساد وسوء الإدارة والعقوبات والانهيار المالي اللبناني و(جائحة كوفيد) والحرب في أوكرانيا” ساهم في تفاقم الأزمة، وما يقرب من نصف السوريين لا يزالون نازحين.
وحذّر “بيدرسن” من أن “هذا الوضع هو محرك لعدم الاستقرار في كل أنحاء المنطقة، بما في ذلك ما تذكره التقارير المتزايدة عن تجارة المخدرات غير المشروعة”.
وأعرب عن أسفه لأن “الحل ليس وشيكاً”، مؤكداً في الوقت نفسه مواصلته التركيز على “إجراءات ملموسة يمكن أن تبني بعض الثقة وتنشئ عملية حقيقية لتنفيذ القرار 2254”.
يُذكر أن مبعوث اﻷمم المتحدة سيعود إلى دمشق في فبراير/ شباط المقبل للقاء وزير خارجية النظام “فيصل المقداد” والرئيس المشارك للجنة الدستورية عن نظام اﻷسد، المدعو “أحمد الكزبري”، وذلك بعد أن اجتمع سابقاً مع كل من رئيس هيئة التفاوض السورية “بدر جاموس” والرئيس المشارك للجنة الدستورية عن المعارضة “هادي البحرة” في “جنيف”.