أعلن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” عن اتفاقه مع نظيره الأمريكي “أنتوني بلينكن”، على تطوير التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار، حيث يزور حالياً العاصمة الأمريكية واشنطن، ويبحث فيها عدة ملفات في إطار الاجتماع الوزاري الثاني للآلية الاستراتيجية بين الجانبين، إلى جانب الملف السوري.
وقال “جاويش أوغلو” في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأمريكية، أمس الأربعاء، عقب اجتماعه مع “بلينكن”: إن أنقرة مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل إعادة التركيز على سوريا، “لكن واشنطن لم تف ببعض وعودها السابقة”.
وكانت الخارجية اﻷمريكية قد أعلنت عن رفضها للمسار الجديد الذي اتخذته أنقرة في محاولة التصالح مع نظام اﻷسد، وإعادة ترتيب ملفات سوريا وخصوصاً ملف الشمال السوري وأمن الحدود وقوات “قسد”، وقال “جاويش أوغلو” في تعليقه على ذلك، اﻷسبوع الماضي، إن بلاده لم تتلق أي شيء رسمياً من الولايات المتحدة، وإنه سيبحث الملف مع “بلينكين”.
وقال بيان أميركي – تركي مشترك، إن الوزيرين أكدا الالتزام بعملية سياسية بقيادة سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، كما خطط البلدان للحفاظ على التنسيق في “محاربة الإرهاب”، خاصة تنظيم “الدولة” وحزب العمال الكردستاني.
وأكد الوزير التركي، في مؤتمره الصحفي أمس، أن واشنطن لم تفرض أية شروط على أنقرة للموافقة على العملية البرية التركية المحتملة في الشمال السوري، وقال رداً على سؤال صحفيّ حول ما إذا كانت واشنطن ربطت موافقتها على العملية العسكرية التركية شمالي سوريا ببيع أنقرة مقاتلات “إف-16”: “عقدنا اليوم اجتماعات على مستويات مختلفة، ولم نسمع منهم أي شروط”.
وأضاف قائلاً: “لا علاقة بين طلب تركيا (شراء) مقاتلات F-16 وملف عضوية السويد وفنلندا في الـ(ناتو)، وينبغي للكونغرس الأمريكي عدم الربط بينهما”.
وكان المتحدث باسم الرئيس التركي “إبراهيم قالن” قد أكد منذ أيام أن بلاده مستعدة لشن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا، وأنه من المُمكن أن تبدأ في أي لحظة.
اتفاقات مهمة
أوضح “جاويش أوغلو” أنه قدم للجانب الأمريكي مقترحاً لإضفاء الطابع المؤسساتي على اجتماعات الآلية الإستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة وعقدها مرتين كل سنة على الأقل، فيما “تجاوز حجم التجارة المشتركة العام الماضي 30 مليار دولار”، مضيفاً أن الهدف اليوم هو الوصول إلى 100 مليار دولار”، حيث ناقش فريقا البلدين “فرصاً في مجالات الطاقة والاستثمار”.
وقد بحثت المحادثات توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بضم السويد وفنلندا، وكذلك صفقة بيع تركيا مقاتلات “إف-16″، وقال البيان المشترك إن الوزيرين ناقشا تنفيذ مذكرة وقعتها فنلندا والسويد وتركيا للمضي قدماً في طلب الانضمام للناتو، كما بحث الجانبان أيضا الوضع في شرق المتوسط، واتفقا على الحفاظ على الاستقرار وقنوات الاتصال.
كما أكد الجانبان -وفق البيان- دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وإيجاد حل لإنهاء الحرب، وناقشا أيضا تعزيز الشراكة الدفاعية، بما في ذلك تحديث أسطول طائرات “إف-16” التركي.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الرئيس الأميركي “جو بايدن” يعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة بيع تركيا مقاتلات “إف-16” لتحديث أسطولها الحالي.
وكان “بايدن”، قد قال إنه يدعم تسليم هذه المقاتلات لتركيا، وذلك خلال اجتماع مع نظيره التركي “رجب طيب إردوغان” على هامش قمة للناتو في مدريد خلال شهر يونيو الماضي.
وترفض تركيا تسليم مقاتلات “إف-35” لليونان، حيث تدعو واشنطن لعدم الانحياز إلى صالح “أثينا” ضدها، كما ترغب في الحصول على 40 مقاتلة من طراز “إف-16″، بالإضافة إلى قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرات التي تملكها من هذا الطراز وتحديثها.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية “نيد برايس“، أمس اﻷبعاء، على أن الولايات المتحدة تواصل دعم تسليم مقاتلات “إف-16” لتركيا مع الإقرار بمخاوف الكونغرس، مؤكداً أن علاقة بلاده بتركيا هي “علاقة شراكة قوية”، وأنها “تقدّر دور تركيا في اتفاقية ممر الحبوب بالبحر الأسود”.
وكان الرئيس التركي قد انتقد في تصريح له الشهر الماضي، استمرار الولايات المتحدة بدعم قوات “قسد”، في الشمال السوري، مؤكداً أنها ستقوم بما يلزم لحماية أمنها بغض النظر عن الموقف الأمريكي.