يبحث وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، ملف المصالحة مع نظام اﻷسد والموقف اﻷمريكي منها، في زيارة مرتقبة إلى واشنطن، اﻷسبوع المقبل، وفقاً لمصادر إعلامية تركية.
وقالت صحيفة “حرييت” التركية إن الولايات المتحدة “لم تنظر بحرارة إلى حركة المحادثات التي بدأت وجهود المصالحة مع نظام اﻷسد، مشيرةً إلى الموقف اﻷخير الذي أعربت من خلاله واشنطن عن رفضها لتلك الخطوة.
وكانت الخارجية الأمريكية، قد قالت في بيان، اﻷسبوع الماضي، إنها لا تدعم إعادة تعويم الأسد وتطوير العلاقات معه، مشيرةً إلى أن الأحداث والجرائم التي وقعت خلال السنوات الماضية يحب أن لا تُنسى، كما وصفت اﻷسد بـ”الدكتاتور الوحشي”.
وقال وزير الخارجية التركي، في تقييمه لهذا الموضوع، منذ أيام، إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تُبلغ بلاده بشكل رسمي أي شيء بشأن المصالحة مع نظام اﻷسد، وإن أنقرة مستعدة لبحث الملف مع واشنطن.
ونقلت الصحيفة التركية عن “مصادر خاصة” أن لدى الولايات المتحدة مخاوف بشأن قوات “قسد” ومصيرها جراء التطبيع، حيث تعتبر أنه إن لم ينعكس عليها سلباً على الفور، فقد يكون في المستقبل، إذا سيطر النظام بشكل كامل على المناطق المتاخمة لتركيا.
وأكدت المصادر أن سيطرة النظام على الحدود لم تترك مجالاً لقوات “قسد”، حيث أن “غريزة الولايات المتحدة” لحماية قوات “قسد” حاضرة في موقفها من عمليات التطبيع، خصوصاً وأن تركيا تحدثت عن إمكانية إخراجها من المنطقة بـ”عملية مشتركة”، وإن لم يكن ذلك في المستقبل القريب.
ويؤكد المسؤولون اﻷتراك أن اجتماع موسكو الفائت لم يكن سوى بداية، وأنه “بادرة إيجابية” أقدمت عليها أنقرة “بحسن نية”، فيما تأمل أن يُبدي النظام تجاوباً مع تطلعاتها وأن لا تبقى يدها “معلقةً في الهواء”.
وستكون المصالحة مع نظام اﻷسد من بين المواضيع التي ستُطرح على جدول الأعمال خلال زيارة “جاويش أوغلو” إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ستبدأ في 17 كانون الثاني / يناير الجاري.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي بنظيره في نظام اﻷسد قبيل نهاية الشهر الحالي، بحضور نظيريهما الروسي “سيرغي لافروف”، ومن المرجّح عقد اللقاء في اﻹمارات العربية المتحدة، أو ربما موسكو، بحسب وسائل إعلام روسية.