أكد وزير الخارجية الإيراني، “حسين أمير عبد اللهيان”، أن طهران هي من تقف وراء تعليق الهجوم الذي كان مُتوقعاً أن تبدأه القوات التركية خلال الصيف الماضي، في “تل رفعت” و”منبج”، بريف حلب، في الشمال السوري.
وقال “عبد اللهيان” في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره بنظام اﻷسد، “فيصل المقداد”، في دمشق، أمس السبت: “عندما علمنا باحتمالية شن القوات التركية هجوماً على الشمال السوري تدخلنا لمنعه… نحن سعداء بأن الجهود الدبلوماسية لإيران أدت إلى أن يحل الحوار محل الحرب”.
وأضاف أن إيران “سعيدة” بمسار المحادثات التركية مع نظام اﻷسد، معتبراً أنه “سيصب في صالح الجانبين”، وذلك في أول تعليق رسمي من إيران على الموضوع.
وأعرب “المقداد” عن امتنان نظامه لـ”جهود إيران”، في محاولة “إصلاح العلاقات بين سوريا وتركيا”، على حدّ تعبيره، معرباً عن أمله في أن تُكلل الجهود الإيرانية في هذا الصدد بالنجاح في المستقبل.
وقال إن تواجد القوات التركية على الأراضي السورية، ودعم أنقرة لما أسماها “الجماعات الإرهابية”، يعيقان جهود التسوية، في تكرار لتصريحات “بشار الأسد” التي أطلقها يوم الخميس الماضي، حيث قال إن اللقاءات مع تركيا “يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين دمشق وموسكو من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة” وأن تتضمّن “إنهاء الاحتلال”، حتى تكون “مثمرة”.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد التقى بزعيم ميليشيا “حزب الله”، “حسن نصر الله”، يوم الخميس الفائت، في بيروت، حيث بحثا “التهديدات الناشئة عن تشكيل الحكومة الجديدة لإسرائيل واستعداد (محور المقاومة) لمواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية”.
وجدد “عبد اللهيان” الحديث عن استعداد إيران لدعم لبنان في مجال الطاقة، من خلال تأمين الفيول والمحروقات اللازمة لتشغيل معامل إنتاج الطاقة، وتوقيع اتفاقية مع الحكومة اللبنانية في مجال استحداث معملَين في مجال الطاقة، واحد في بيروت والآخر في الجنوب معقل “حزب الله”، وهو ما استنكره بعض النواب اللبنانيين متهمين إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، والتحكم في مصيره، من خلال “حزب الله”.
وكان وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، قد أعلن أنه قد يجتمع مع “المقداد”، في أوائل فبراير/ شباط المقبل، لكنّ المتحدث باسم الرئاسة التركية قال إن هناك لقاءً جديداً بين وزيري الدفاع قد يسبق اجتماع وزيري الخارجية وقال إنه سيُعقد منتصف فبراير/ شباط، مضيفاً أن بلاده قد تبدأ عمليتها العسكرية البرية في سوريا في أي لحظة بناء على مستوى التهديدات الذي تتعرض له.
وسيكون الاجتماع بمثابة متابعة للقاء الثلاثي الذي عُقد، نهاية عام 2022، وجمع وزراء دفاع روسيا وتركيا والنظام، في موسكو.