مقال رأي – خضر السوطري
قال الأديب الرافعي :
“لقد كان للعرب دولة من الكلام لكنها ظلت بلا ملك حتى جاءهم القرآن”
إنها كلام ربّ العباد.
ولسان النبي العظيم .
وهي أم اللغات وسيدة اللغات.
ذات التعابير والبيان والسحر .
جذورها اللغوية أحد عشر ألفاً.
وعدد كلماتها اثنا عشر مليوناً.
تشرفت بالذكر الحكيم:
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
وتباركت بلسان ونطق سيد المرسلين الذي كان يتكلم لهجات العرب كلها.
وهي محفوفةٌ بالوحي العظيم.
ولولا القرآن الكريم لما كانت عربية.
ولعلّ معجزة القرآن الخالدة أن يأتي أحدٌ بمثله أوسورة منه او حتى آية.
ونحن كأمة ذات عراقة إذا أردنا أن نعود فلنتمسك بلغتنا وقرآننا.
يحكي أنّ حضرمياً ( يمني) من القرن الماضي هاجر لليابان وأراد أن يدعو لله ولم يكن يمتلك لغتهم…
فكتب على قصاصة ورقة بالخط الكوفي الجميل :
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ووقف وسط طوكيو في شوارعها المزدحمة يدعو إلى الله بهذه الورقة وهذا الرسم وفِي غمرة الزحام لفتت نظر أحد المارة فأعجب بالرسم وسأل أين يمكن أن أعرف عن هذه الكتابة فدله على مركز صغير للمسلمين وفهم معناها وأسلم وأصبح بعد فترة رئيسا للجالية الأسلامية التي يصل تعدادها نحو ١٢٠ ألفاً.
ونحن كسوريين مهجرين أكثر من نصف الشعب السوري في دول الشتات ما أحوجنا أن نعود إلى لغتنا وأمنا وسيدة الأمهات وحاملة للفكر والتاريخ والثقافات والعادات .نرى وضعاً مأساوياً بين المهجرين والشتات للجهل والأمية في جيل أطفالنا منذ ثمانية سنوات فلنحيي هذه الذكرى بالورشات والتخطيط لاستدراك الأمور .
ولا بدّ أن نقف لحظة احترام لمشروع المدرسة الرقمية السورية باللغة العربية والتي أخذت براءة اختراع عالمية ( المدرسة الأولى في العالم ) والتي تستطيع أن تحل كثير من مشاكل اللغة والتعليم من الخيام إلى القصور والمهاجر في القارات.
ولنسمع للأمر القرآني: (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ولن تجد من دونه ملتحداً)
إجادة التلاوة وفهم المعاني أقوى طريق للحفاظ عليها لأجيالنا ولأنفسنا .ولنتوقف عند المعاني للتسع الآفاق (قسورة. قسمة .ضيزى كصيبٍ .لأيلاف. كصفوان . الصمد . الفلق . العصف)