كشف فريق “منسقو استجابة سوريا” عن ارتفاع سعر سلة الغذاء المعيارية للأسر النازحة، في شمال غرب سوريا، وتزايد الفقر في أوساط العمال وقاطني مخيمات النازحين، محذراً من الوصول إلى كارثة مع استمرار الوضع الحالي.
وأكد الفريق، في تقرير نشره اليوم الاثنين، ارتفاع سعر سلة الغذاء المعيارية الكافية لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر واحد، إلى حوالي 98 دولار أمريكي (1813 ليرة تركية) بزيادة قدرها 193 ليرة عن شهر تشرين اﻷول/ أكتوبر الماضي.
وبحسب التقرير فإن هذا الارتفاع يستهلك 51.5 % من راتب عامل مياومة لمدة شهر كامل، بعد ارتفاع نسب التضخم في المنطقة إلى 71.4 % على أساس سنوي مقارنة بالعام الماضي.
وارتفعت نسبة مخيمات النازحين التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إلى 83.6 % من الإجمالي، و 94.4 % منها تعاني من صعوبات في تأمين مادة الخبز، وخاصةً مع توقف دعم الخبز عن بعضها.
ووصل عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في مخيمات النازحين 3.6 مليون مدني بزيادة قدرها 14% عن العام الماضي ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بمقدار 18.2 % حتى نهاية العام الحالي، نتيجة المتغيرات الكثيرة أبرزها تغيرات سعر الصرف وثبات أسعار المواد الغذائية على المستوى المرتفع، وزيادة أسعار بعض المواد الأخرى.
ويسعى مئات الآلاف من المدنيين اليوم إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام للحصول على المستلزمات الأساسية، في “خطوة جديدة نحو الهاوية وزيادة الفجوات في تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا”، وفقاً للتقرير، حيث بلغت أعداد الأسر التي خفضت أعداد الوجبات الأساسية إلى 69.3 %، في حين وصلت ضمن مخيمات النازحين إلى 93 %.
ولفت الفريق إلى “عجز هائل في عمليات الاستجابة الإنسانية حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة 209.51 مليون دولار لتمويل عمليات الاستجابة الشتوية، إلا أنها لم تستطيع تأمين سوى 38.15 مليون دولار (تصريحات سابقة للأمم المتحدة) أي هناك عجز بنسبة 82 %، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص خلال فصل الشتاء الحالي”.
وأشار التقرير إلى تزايد المخاوف من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيون في شمال غرب سوريا، كما طالب الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات، وناشد للعمل على تأمين المستلزمات الأساسية للنازحين وخاصةً مع دخول فصل الشتاء، وعجز المدنيين الكامل في التوفيق بين تأمين مستلزمات التدفئة وتأمين الغذاء.