شنّت قوات النظام والطائرات الروسية في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، هجمات واسعة على مخيمات النازحين غربي مدينة إدلب، في شمال غربي سوريا، مخلفة عدداً كبيراً من الضحايا.
وقال مراسل “حلب اليوم” إن عدد الضحايا من النازحين وصل إلى 6 أشخاص، بينهم امرأة وطفلان، فيما أُصيب 75 آخرون؛ معظمهم من النساء والأطفال.
وكان ما يسمى “المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا” قد نشر بياناً مساء أمس السبت، (قبل الهجوم بـ10 ساعات) ادعى فيه أن الفصائل العسكرية “تقوم بالتخطيط لتنفيذ استفزاز في مخيمات النازحين بمحافظة إدلب السورية”.
وتسوّق وزارة الدفاع تلك الاتهامات عادةً قبل ارتكاب المجازر بحق المدنيين باستخدام اﻷسلحة المحظورة كالقنابل العنقودية والغازات السامة.
وقال نائب رئيس المركز الروسي اللواء “أوليغ إيغوروف”: “بحسب المعلومات التي تلقاها المركز الروسي للمصالحة، فإن مقاتلي (جبهة النصرة) جنباً إلى جنب مع منظمة (الخوذ البيضاء) التي تعمل بشكل مزيف بغطاء إنساني، يخططون للقيام باستفزازات في محافظة إدلب”.
وقد ضربت قوات النظام المتمركزة قرب مدينة سراقب في الريف الشرقي ﻹدلب، في الساعة 06:50 صباحاً، مخيمات (مرام، وطن، وادي حج خالد، مخيم محطة مياه كفر روحين، مخيم قرية مورين، مخيم بعيبعة)؛ الواقعة في قريتي “كفر دريان” و”كفرجالس”، بصواريخ محمّلة بالذخائر العنقودية.
وتعتمد هذه المخيمات على الدعم اﻹغاثي المقدّم من المنظمات الدولية واﻷمم المتحدة، وهي بعيدة عن المقرات العسكرية، أو مراكز التدريب.
وقد حلّقت طائرة روسية حربية في اﻷجواء بالتزامن مع ضرب الصواريخ، وشاركت في استهداف مزارع وأحراش، وكانت قد حلّقت أمس طائرتان في نفس المنطقة لنحو الساعة.
كما تزامن ذلك مع قصف مدفعي على محيط قريتي “رويحة” و”بينين” و قرية “شنان” بجبل الزاوية، وعلى محيط مزارع “مجيرز” و”صالحية” قرب “سراقب” شرقي المحافظة، وأطراف مدينة “سرمين” قربها، ومحيط قرية “الزيارة” في سهل الغاب بريف حماة الغربي.
من جانبها؛ ردّت الفصائل العسكرية على الهجوم، بشن ضربات مدفعية على مواقع قوات النظام في قرية “جوباس” ومحيط قرية “سان” وفي “سراقب” ومحيطها شرق إدلب، كما تمّ استهداف تجمعات قوات النظام في “جورين” ومحيطها بريف حماة.
وقال فريق “منسقوا استجابة سوريا” إن عدد المخيمات المستهدفة أو المجاورة لها بلغ تسعة مخيمات، فيما تضرّرت 22 خيمة وكرفانة في حصيلة أولية، وسط “حركة نزوح لمئات المدنيين من المخيمات المستهدفة والمخيمات المجاورة لها إلى مناطق أخرى شبه آمنة خوفاً من عودة الاستهداف”.
وبلغ عدد العائلات النازحة المتضررة من حالة القصف الأخيرة أكثر من 3488 عائلة، وفقاً للفريق، الذي أكد على أن “تكرار عملية قصف المخيمات ومنها مخيمات مدعومة أو مشيدة من قبل الأمم المتحدة من قبل كافة الأطراف وأبرزها النظام أصبحت مثيرة للقلق بشكل كبير”.
وطالب “منسقو الاستجابة” بفتح “تحقيق دولي واسع وكامل يمتاز بالحيادية والشفافية المطلقة حول الجرائم الأخيرة التي ارتكبت من قبل قوات النظام وكافة الأطراف”.
يُذكر أن إعلام نظام اﻷسد ادعى استهداف مواقع عسكرية تابعة للفصائل، منكراً وقوع مجزرة بحق المدنيين.