تعرض عشرت الشبان في مدينة حمص وريفها خلال الفترة القليلة الماضية، لعمليات احتيال من قبل المسؤولين عن تسيير الشؤون الإدارية لمكاتب قبول الانتساب للقتال إلى جانب القوات الروسية في حربها على أوكرانيا، وذلك مقابل راتب شهري يُقدر بـ 3500 دولار أمريكي.
ونقل مراسل “حلب اليوم”، اليوم السبت، عن أحد الشبان قوله، إن مكتب الانتساب الروسي المتواجد داخل حي الأرمن في مدينة حمص أعلن مطلع الشهر الجاري عن بدء قبول طلبات الانتساب للراغبين بالسفر والقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، بموجب عقود شهرية تمتد لـ 7 أشهر قابلة للتمديد.
وأشار إلى أن عشرات الشبان العاطلين عن العمل والراغبين بالهروب من مناطق سيطرة النظام توافدوا إلى المكتب الذي يديره كلاً من المدعو “أبو يامن، وحسان أسبر، وأمجد دراق، الذين قاموا بتسجيل الأسماء ضمن لوائح، تمهيداً لدراستها “أمنياً”.
ونصت العقود المبرمة على أن تكون مدة العقد 7 أشهر قابلة للتمديد، بموجب اتفاق مسبق قبل انتهاء فترة العقد الأول، فيما يتم قبول المنتسب على أن لا يكون بحقه دعاوى قضائية بـ “جرائم القتل”.
كما يتم قبول الأشخاص الذين يوجد بحقهم “نشرات شرطية” متعلقة بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية، إضافة إلى المنشقين عن قوات النظام والمتخلفين، ويجب على المنتسب إبراز وثيقة صحية تؤكد عدم إصابته بمرض القلب والضغط والسكري، وفقاً لما أكده مراسلنا.
وأفاد أحد المتقدمين لمكتب “الانتساب الروسي” في حمص، المدعو، “سمير العبد الله” في تصريح لـ “حلب اليوم”، بان القائمين على المكتب طلبوا أوراق ووثائق شخصية تحتوي على صور شخصية، وصورة دفتر العائلة إن كان متزوج مرفقاً ببيان عائلي، إضافة لصورة مصدقة عن سند الإقامة الحالي.
ولفت إلى أنه تم إلزام جميع المتقدمين بدفع مبلغاً مالياً وقدره 100 ألف ليرة سورية لاستكمال الأوراق اللازمة، قبل أن يتضح للجميع أن ما جرى هو عبارة عن عملية احتيال منظمة قام بها القائمين على المكتب قبل أن يقوموا بإغلاقه قبل عدّة أيام.
وبحسب “العبد الله”، فقد تجمع عشرات الشبان أمام مقر المكتب في حي وادي الذهب “المُغلق” متأملين الوصول إلى أي معلومات تقودهم إلى القائمين عليه دون جدوى، علماً أنهم حاولوا عدة مرات التواصل معهم إلا أن أرقامهم تحولت لخارج الخدمة بشكل مفاجئ.
اقرأ أيضاً | خبراء: روسيا على مشارف أكبر ركود اقتصادي على مستوى العالم
يُشار إلى أن نظام الأسد دفع بفئة من الشباب المتواجدين ضمن مناطق سيطرته للانخراط بصفوف القتال مع القوات الروسية للهروب من الواقع المعيشي المتردي الذي يعاني منه، علماً بأن أهالي أولئك الشبان يُحملون النظام المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع الراهنة، حسبما أفاد به مراسلنا.