كشفت منظمة الهجرة الدولية “IOM” في تقريرٍ لها، أمس الأول الأربعاء، أن أكثر من 29 ألف طالب لجوء توفوا أثناء محاولات الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، معظمهم من السوريين، وذلك ما بين عامي 2014 و 2022.
وأوضح تقرير للمنظمة الدولية أن ازدياد مشكلة الهجرة غير النظامية في السنوات الأخيرة، كشف مرة أخرى عن المأساة الإنسانية.
وبحسب التقرير، فإن البحر الأبيض المتوسط هو الطريق الأكثر استخداماً من طالبي اللجوء غير النظاميين للوصول إلى أوروبا، مشيراً إلى أن البحر المتوسط تحول إلى ما يشبه مقبرة للاجئين لكثرة الوفيات فيه.
وفاة 5 آلاف طالب لجوء منذ مطلع 2021
سجل التقرير وفاة 5 آلاف طالب لجوء غير نظامي أثناء محاولتهم الوصول إلى القارة الأوروبية، منذ مطلع كانون الثاني 2021، حيث فقد نحو 2836 طالب لجوء حياتهم بسبب غرق قواربهم خلال الانتقال إلى أوروبا.
بينما توفي 1532 طالب لجوء على طريق غرب إفريقيا في المحيط الأطلسي إلى جزر االكناري الإسبانية، في الفترة المذكورة، وهو رقم أعلى من أي فترة منذ أن بدأت المنظمة في توثيق الوفيات عام 2014.
الحصيلة الأعلى من السوريين
وأشار التقرير إلى إدراج أكثر من 17 ألف شخص فقدوا حياتهم على الطرق المؤدية إلى أوروبا وداخلها بين عامي 2014 و2021 دون أي معلومات عن بلد المنشأ.
وقالت معدّة التقرير لمنظمة الهجرة الدولية، “جوليا بلاك”، إن “هناك أشخاص من 52 دولة لقوا حتفهم على طرق الهجرة إلى أوروبا وداخلها في مجموعة البيانات الخاصة بنا”.
وأضافت: “حجم هذه المشكلة وتأثيرها على العائلات والمجتمعات التي تتعامل مع الخسائر التي لم يتم حلها، يعني أنه لا يوجد حل لهذه المشكلة دون موافقة من السلطات.”
ووفقاً لرسم بياني مرفق مع التقرير، تصدر السوريون قائمة الضحايا الذين تم التعرف على هويتهم، إذ تم توثيق 791 حالة وفاة لسوريين حاولوا الوصول إلى أوروبا منذ 2014.
وفيات بسبب عمليات صد طالبي اللجوء
وثق التقرير حالات وفيات على العديد من الطرق الأوروبية مقارنة بالسنوات الماضية، ولا سيما على الحدود البرية بين تركيا واليونان، إذ توفي 126 شخصاً، و69 على طريق غرب البلقان، و23 على معبر القناة الإنكليزية، و23 على حدود روسيا البيضاء والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تسجيل 17 حالة وفاة من الأوكرانيين الفارين من الحرب.
وقالت المنظمة إن التقارير الواردة من الناجين إليها تشير إلى وفاة 252 شخصاً على الأقل خلال عمليات “الطرد القسري” من قبل السلطات الأوروبية، والمعروفة باسم عمليات الإعادة منذ عام 2021.
ومنذ عام 2021 وحتى الآن تم توثيق 97 حالة وفاة بسبب عمليات الصد في وسط البحر الأبيض المتوسط، و70 حالة في شرقه، و23 حالة في غربه، و58 حالة على الحدود البرية بين تركيا واليونان.
ودعت المنظمة في ختام تقريرها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لإنقاذ الأرواح وتقليل الوفيات أثناء رحلات اللجوء، كما يجب على الدول أن تُحافظ على الحق في الحياة لجميع الناس من خلال منع المزيد من الوفيات والاختفاء.