دعت منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في بيان مشترك، مساء أمس الجمعة، إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأسباب الجذرية، بشأن مأساة قارب طالبي اللجوء الذي غرق في سواحل جزيرة أرواد بمحافظة طرطوس.
وجاء في نص البيان المشترك، أنه “استجابة لزيادة عمليات المغادرة البحرية من المنطقة خلال الأشهر الماضية، ندعو إلى زيادة الجهود لبناء القدرات على تقديم خدمات البحث والإنقاذ، والعمل على ضمان القدرة على التنبؤ في تحديد أماكن الإنزال الآمنة”.
وأشار البيان إلى أنه ” من الأهمية بمكان اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الحركات، بما يتماشى مع مبدأ تقاسم المسؤولية لتعزيز الوصول إلى مسارات بديلة أكثر أماناً لمنع الأشخاص من اللجوء إلى الرحلات الخطرة”.
وطالب المنظمات الأممية بتقديم المزيد من الدعم الإنساني والدولي إلى أولئك النازحين والمجتمعات المضيفة في جميع أنحاء المنطقة للمساعدة في وقف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية وفرصهم.
كما أكد البيان على أنه “في حال عدم حدوث ذلك، سيستمر اللاجئون والنازحون داخلياً في القيام برحلات خطرة بحثاُ عن الأمان والحماية وحياة أفضل”.
من جانبه، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، “فيليبو غراندي”، حادثة غرق القارب في طرطوس بـ “مأساة مفجعة للقلب”، داعياً في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى التضامن الكامل للمساعدة في تحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة، لا سيما في البلدان المجاورة لسوريا.
وأضاف “غراندي”: “لا أحد يركب قوارب الموت هذه باستخفاف، حيث يتخذ الناس هذه القرارات المحفوفة بالمخاطر، ويخاطرون بحياتهم بحثاً عن الكرامة”.
وأمس الأول الخميس، توفي 88 طالب لجوء جراء غرق قاربهم بينهم سوريون، بالقرب من سواحل جزيرة أرواد بمحافظة طرطوس، فيما تم نقل 14 منهم إلى مشفى الباسل في المحافظة لتلقي العلاج، 2 منهم في العناية المشددة، حسبما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام.
يُشار إلى أن الزورق غادر شاطئ المنية في لبنان، الثلاثاء الماضي، وعلى متنه بين 120 و150 شخصاً، معظمهم من الجنسيتين السورية واللبنانية، إضافة إلى آخرين لا يحملون أوراقاً ثبوتية، وفقاً لما أكده مدير عام الموانئ البحرية العميد، ” سامر قبرصلي”، التابع لحكومة النظام.