يواصل المحتجون في إيران تظاهرهم ضد النظام، لليوم الثالث والعشرين على التوالي، وسط مواجهات مع قوات الشرطة واﻷمن أدت لمقتل مدنيين، وعسكريين، ووصل إجمالي عدد القتلى في أنحاء البلاد إلى 185 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران.
ومنذ انطلاق المظاهرات في 17 أيلول، بسبب مقتل “مهسا أميني” (22 عاماً) في بلدتها الكردية “سقز”، لا تزال الاحتجاجات في توسع مستمر، وسط دعوات إلى إسقاط الزعيم الإيراني “علي خامنئي”.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، أمس السبت، إن نصف عدد عمليات القتل وقع في محافظتي “سيستان وبلوخستان”، فيما أنكرت السلطات إطلاق الرصاص الحي، ووصفت الاحتجاجات بأنها “مؤامرة من قبل الغرب”.
وأحصت جريدة “إندبندنت” مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت إنها توضح “تواصل الاحتجاجات في عشرات المدن في أنحاء إيران في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد مع مشاركة مئات من طالبات المدارس الثانوية وطلاب الجامعات”.
يأتي ذلك رغم تأكيد المعارضة على استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والهراوات والذخيرة الحية في كثير من الحالات، ضدّ المحتجين.
وأظهر مقطع فيديو نشره حساب (تصوير 1500) الناشط على “تويتر”، والذي يحظى بمتابعة واسعة، رجلاً يصيح “لا تضربوا زوجتي، إنها حُبلى” بينما كان يحاول حمايتها من نحو عشرة أفراد من شرطة مكافحة الشغب الذين انهالوا على الزوجين ضرباً في مدينة رفسنجان.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى محتجين يغلقون بعض الشوارع في جنوب طهران، وأفادت بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن متاجر أغلقت أبوابها في مدن عدة بعد دعوة من نشطاء إلى إضراب جماعي.
مواصلة الانتفاضة
أغلق المحتجون أمس الشوارع بإشعال النار في الطريق في أكثر من مكان، ومن بينها مدينة “شيراز” التي بدأت تظاهراتها بإشعال النار في الطرق الرئيسة.
وكذلك “سنندج” غربي إيران التي فر فيها رجال الأمن أمام المتظاهرين، كما تظاهر سكان حي “لاله زار” بالعاصمة الإيرانية طهران، وفقاً للمصدر نفسه.
وأظهر مقطع فيديو إضرام النار في نقطة تفتيش تابعة لقوات الشرطة في العاصمة الإيرانية، وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة حتى إن الشرطة في طهران قامت بنقل نقاط التفتيش من أماكنها في الشوارع.
كما أظهر فيديو آخر حصلت عليه “إيران إنترناشيونال” أن انفجاراً في صهريج وقود، بوسط “أصفهان”، أدى إلى اندلاع حريق هائل، مما تسبب في اشتعال النيران بعدد من السيارات.
كما انطلقت الاحتجاجات في محافظة “لرستان” وحاول الأمن الإيراني تفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات، وكانت مظاهر حاشدة قد انطلقت في أكثر من مكان مثل “نازي آباد” طهران، و”في تطور لافت، قامت مجموعة “عدالة علي” للقرصنة باختراق “أخبار التاسعة” مساءً على التلفزيون الإيراني، وعرضت صورة الفتيات القتيلات الثلاث في المظاهرات الأخيرة مع شعار “المرأة، الحياة، الحرية” “.
يشار إلى أن المحتجين ينادون بسقوط النظام و”خامنئي” ونظام المرشد، والمحيطين به، فيما يواصل أصحاب المتاجر في عدد من المدن ذات اﻷغلبية الكردية في إيران إضرابهم.