سّلطت صحيفة “نيويورك تايمز” اﻷمريكية الضوء على التراجع والانحدار الذي تعيشه الدول الشرقية؛ روسيا والصين إضافة ﻹيران، وهي كبرى الدول الداعمة لنظام اﻷسد، وما اعتقده المحللون بعد غزو “بوتين” ﻷوكرانيا من صعود مفترض لتلك القوى، وتراجع لأوروبا والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته اليوم اﻷحد، إن هناك نظرةً عالمية افترضت بعد حرب “أوكرانيا”، أن الغرب وأمريكا آخذان في الانحدار والتحلل والانقسام الداخلي، وأن “دول الحضارة” عادت إلى الظهور وتتنافس للمطالبة بمناطق نفوذها، فيما تمثل روسيا والصين على وجه الخصوص – وفقاً لتلك النظرة – بدائل قوية لليبرالية الغربية التي تقف على أهبة الاستعداد للتنافس على الهيمنة العالمية.
وترى الصحيفة أنه “على الرغم من السوء الذي سارت به الحرب بالنسبة لبوتين، فإن بعض هذه التحليلات لا تزال قائمة”، فقد “عانت المؤسسة الأوروبية من خيبات الأمل السياسية والهزائم في السويد والمجر وإيطاليا”.
ولفت إلى أن حكومتين من أكثر الحكومات التزاماً بالدفاع عن أوكرانيا، وهما إدارة “جو بايدن” وحكومة حزب المحافظين البريطانية، “غارقتان في استطلاعات الرأي”، وقد “بدأت أوروبا للتو في الشعور بتكلفة سياسات الطاقة الساذجة، ووقعت الاقتصادات الغربية بين الإجراءات التي تغذي التضخم والحلول التي قد تؤدي إلى الركود”.
ولكنّ روسيا – تضيف الصحيفة – ليست ذلك التحدي القوي، وادعاءاتها بأنها تمثل بديلًا للغرب قد تلاشت في أوكرانيا، فليس نظام “بوتين” فقط هو الذي يظهر علامات الانهيار، حيث لا تزال “بكين” تبدو أقوى بكثير من “موسكو”، لكن نجاحاتها في وقت مبكر من Covid قد “أفسحت المجال لمحاولة مجنونة للحفاظ على سياسة “صفر Covid” بأي ثمن للازدهار والهدوء الداخلي والتأثير العالمي”.
في الوقت نفسه، تعاني إيران، وفقاً للصحيفة، نوعًا مختلفًا من المنافسين لليبرالية الغربية؛ موجة من الاحتجاجات التي حتى لو لم تطح بالنظام، فهي تذكّر بمدى عدم شعبيته.
وتضيف “نيويورك تايمز”: إذا كانت روسيا هي أكبر وأبشع فشل، فإن الصين هي الحالة الأكثر إثارة للاهتمام، وكان من الواضح دائمًا أن “البوتينية” موجودة في علاقة محاكاة ساخرة مع الغرب – كديمقراطية زائفة، وليست منافسًا حقيقيًا له مصدر مختلف لشرعيته.
و”يبدو أن الصين على مدى العقود القليلة الماضية كانت تخلق شيئًا أكثر استقرارًا فهي نظام حزب واحد قادر على إدارة التحولات السلمية من زعيم إلى آخر، وقادرة على رعاية التقدم الاقتصادي والتكنولوجي السريع”.
لكن “الجمع بين توطيد شي جين بينغ للسلطة الشخصية وإخفاقات حكومته الواضحة (في الإدارة الاقتصادية ودبلوماسية القوة الناعمة، وليس فقط أخطاء Zero Covid) تشير إلى أن نظام الصين يعود إلى وسيلة استبدادية، ودكتاتورية مبتذلة”.
وترى الصحيفة أن “التخيلات” التي يتم افتراضها حول توجّه الدول الغربية “الليبرالية” إلى “وجهة غير سعيدة وعقيمة، هي “بائسة”، بينما في “موسكو، وبكين، وطهران، يمكنك رؤية طرق أخرى متاحة، وكلها تجري بسرعة في الظلام”.