كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً تحت عنوان (الولايات المتحدة تحذر روسيا من “عواقب وخيمة” إذا استخدمت أسلحة نووية)، أشارت فيه إلى ارتفاع احتمال إقدام الرئيس الروسي على ضرب أوكرانيا بالسلاح النووي، في ظل تراجع قواته وفقدانه السيطرة على اﻷرض.
وبحسب الصحيفة فإن تعليقات مستشار الأمن القومي اﻷمريكي، “جيك سوليفان”، توضح مدى سرعة اشتداد الخطاب مع تعثر روسيا في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة، حيث يقول مسؤولو المخابرات الأمريكية إنهم ما زالوا يعتقدون أن فرص استخدام الأسلحة النووية في الصراع منخفض لكنها أعلى بكثير مما سبق.
وقال مستشار الرئيس “بايدن” للأمن القومي أمس الأحد إن الولايات المتحدة حذرت روسيا من أنه ستكون هناك “عواقب وخيمة” على البلاد إذا استخدمت موسكو الأسلحة النووية في يأسها المتزايد للاحتفاظ بأراضي في أوكرانيا، مضيفًا أنه في الأيام الأخيرة “أوضحت” الولايات المتحدة كيف سيكون رد فعل العالم في محادثات خاصة مع المسؤولين الروس.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم ما زالوا لم يروا أي حركة في مخزون روسيا البالغ 2000 سلاح تكتيكي صغير أو نحو ذلك، والتي يمكن إطلاقها من صاروخ قصير أو متوسط المدى، على الرغم من تهديدات “بوتين” في خطاب متلفز الأسبوع الماضي أن “هذه ليست خدعة”.
لكن استخدام السيد “سوليفان” لكلمة “كارثي” كتحذير غامض متعمد من ردٍّ كبيرٍ، على تفجير نووي روسي يوضح مدى سرعة تصاعد الخطاب مع تعثر روسيا في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة .
في أواخر أيار ، كتب “بايدن” مقالًا في صحيفة “نيويورك تايمز” قال فيه إن “أي استخدام للأسلحة النووية في هذا الصراع على أي نطاق سيكون غير مقبول تمامًا لنا وكذلك بالنسبة لبقية العالم وسيترتب عليه عواقب وخيمة”.
ويقول مسؤولو المخابرات الأمريكية إنهم ما زالوا يعتقدون أن فرص استخدام الأسلحة النووية في الصراع منخفضة، لكنهم يعتقدون أن هذه الفرص أعلى بكثير مما كانت عليه في بدايو الغزو، لأن “بوتين” فقد الثقة في قدرة قواته البرية على السيطرة على الأراضي، ناهيك عن السيطرة على أوكرانيا.
وقال “سوليفان” يوم اﻷحد: “لقد أبلغنا الروس بما ستكون عليه العواقب، لكننا كنا حريصين على كيفية التحدث عن هذا علنًا، لأننا من وجهة نظرنا نريد أن نضع مبدأ أنه ستكون هناك عواقب كارثية، ولكن لا تنخرط في لعبة واحدة بواحدة”.
وامتنع البيت الأبيض عن تحديد هوية المسؤولين في القيادة الروسية الذين تواصلوا معه، حيث انخرط البيت الأبيض و”البنتاغون” بهدوء في مشاورات مفصلة، كما يقول كبار المسؤولين، للتفكير في كيفية رد فعل الولايات المتحدة وحلفائها على مجموعة متنوعة من الاستفزازات.
وتنوعت التحذيرات ما بين تفجير “بوتين” فوق البحر الأسود إلى الاستخدام الفعلي لسلاح ضد هدف “أوكراني”، وسيكون أولها أقرب إلى تجربة نووية لكوريا الشمالية ، ويقصد بها أن تكون طلقة تحذيرية، والثاني هو أول استخدام لسلاح نووي ضد السكان منذ قصف الولايات المتحدة “هيروشيما وناغازاكي” في آب 1945.
وقال مسؤولو الإدارة إنهم لا يستطيعون التفكير في أي ظروف تقريبًا قد يؤدي فيها تفجير نووي من قبل روسيا إلى رد نووي، لكن كان هناك نقاشٌ حول العديد من الردود العسكرية غير النووية، باستخدام الأسلحة التقليدية، على سبيل المثال، ضد قاعدة أو وحدة نشأ منها الهجوم.
ويضيف المسؤولون اﻷمريكيون للصحيفة، أنه ربما يتمّ إعطاء القوات الأوكرانية الأسلحة اللازمة لشن ذلك الهجوم المضاد، حيث يصرّ العديد من المسؤولين، على أن أي استخدام للأسلحة النووية يتطلب رداً عسكرياً قوياً.
قال “سوليفان” في عدة مقابلات إنه كان يأخذ تهديدات بوتين النووية على محمل الجد، وإن الولايات المتحدة كانت تستعد لـ”كل طارئ” في الصراع وتعمل على ردع روسيا عن استخدام الأسلحة النووية.
وأضاف: “لدينا القدرة على التحدث مباشرة على المستويات العليا وأن نكون واضحين بشأن رسائلنا الموجهة إليهم.. روسيا تفهم جيدًا ما ستفعله الولايات المتحدة ردًا على استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا لأننا أوضحنا ذلك لهم”.
وكانت التهديدات النووية لـ”بوتين” مرافقةً للحرب منذ أيامها الأولى، عندما أمر علنًا بوضع القوات النووية في حالة تأهب قصوى، رغم أنه لا يوجد دليل على حدوث ذلك على الإطلاق.
وفي الآونة الأخيرة، أثار القصف، على ما يبدو، من قبل القوات الروسية لمحطة الطاقة النووية في “أوكرانيا”، شبح الخوف من تحويل منشأة تجارية عمداً إلى قنبلة قذرة محتملة، حيث استمر القصف بالقرب من المحطة في الأيام الأخيرة، على الرغم من إغلاق المفاعلات مما يقلل من خطر وقوع حادث نووي.
ويوم الأربعاء، ولأول مرة منذ أكثر من ستة أشهر، أعاد “بوتين” إحياء تهديداته النووية، قائلاً إن بإمكانه استخدام جميع الأسلحة المتاحة له في الحرب، وهي التصريحات التي فسرها المسؤولون في كل من روسيا والغرب على أنها تهديد مستتر بشأن استخدام الأسلحة النووية.
وكان وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” قال لبرنامج “60 دقيقة” عبر شبكة “سي بي أس” الإخبارية، يوم الأحد: “كنا واضحين جداً مع الروس، علناً وسراً، من أجل وقف الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية، مهم جداً أن تسمع موسكو منا وتعلم منا أن العواقب ستكون مروعة، وقد أوضحنا ذلك جيداً”.