احذر من تلقين ابنك هذه النّصائح الكارثيّة
1- اسمع كلام المعلّم
2- اسمع كلام من هو أكبر منك
3- كن مطيعا (عاقل، رايض، هادئ)
أنت بهذا تعين المدرسة المتخلّفة على كسر قدرات ذهنه النّاقدة وتطويعه ليكون خاضعا لكلّ استبداد من غير أن يكون لذلك أيّ سبب عقلاني وراء ذلك.
فالمدرسة والنّظام التّعليمي المتخلّف هو حجر الزّاوية في تأسيس وحفظ القمع والاستبداد.
فهي لا تقوم على خلق القدرة على السّؤال والبحث بل تقوم برسكلة وإعادة إنتاج الأجيال، كما هو تعبير بورديو، للحفاظ على الصّورة الّتي تريدها السّلطة للنّظام الاجتماعي، وإبقاء علاقة (الخضوع/التّسلّط) بين طبقتي المجتمع، وتعليم الطّبقة الدّنيا المثل العليا للطّبقة المهيمنة فقط بحيث يصير منفصلا عن الواقع، ويرى تلك المثل مجرّد أساطير غير صالحة للتّطبيق الواقعي.
فالنّظام المدرسيّ المتخلّف قائم على تعليم الطّالب الخضوع وتسميته انضباطا، وتعليمه تعطيل طاقة الإبداع ليلتزم بما يتلقّن من غير برهنة من غير أيّ اكتساب للقدرة على التّفكير فضلا عن التّفكير النّقدي.
هذا النّوع من التّعليم هو نفسه الّذي يفرز بعد ذلك الإعلام المتخلّف، القادر على إيجاد جمهور يقبل البروباجندا المضلّلة، الّتي تقدّم خطابيّات فارغة المضمون تماما، مضادّة غالبا بل مناقضة للمنطق البرهانيّ، لينتج ما يسمّيه عالم الاجتماع هربرت شيلر بالوعي المعبّأ.
في النّهاية: التّربية والأخلاق، لا تعني أن تكون خانعا ولا خاضعا ولا أن تسلب القدرة على قول لا، ولا يعنيك، وليس من شأنك، ولا أريد فعل هذا، ولماذا عليّ أن أفعل هذا؟
بل فعل هذا أحيانا هو قلّة الأدب، وترك من يعتدي عليك ويسيء الأدب معك هو قلّة الأدب والعقل.
علّموا أولادكم أن يكونوا مؤدّبين أقوياء الشّخصيّة، لا مؤدّبين أدب النّعاج والخراف الّتي تساق بالعصا.
كمال المرزوقي