يكتمل هذا الشهر عقدٌ كاملٌ على إنشاء مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين في الأردن، وسط انسداد تام في أفق الحل السياسي، وجمود الوضع العسكري، واستمرار مأساة اللجوء، التي شهدت على ولادة جيل من آلاف الأطفال في الخيام.
ويسلّط موقع DW الضوء على 20 ألفاً من اﻷطفال ممن “لا يعرفون عن وطنهم اليوم سوى ما يحكيه لهم أهاليهم من ذكريات”، في أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط ومن بين أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.
يعيش حالياً حوالي 80 ألف سوري، أكثر من نصفهم أطفال، في “الزعتري” معظمهم من الجنوب السوري ومحافظة “درعا”، حيث يقول أحد أبناء المحافظة: “لم أختر اللجوء بهم هنا، بل كنت مجبراً على ذلك، بحثاً عن الأمن والأمان، المفقود إلى الآن في سوريا”.
ويضيف بالقول: “يحزّ في نفسي أن أطفالي لم يترعرعوا في الوطن، فعندما أتحدث معهم عن سوريا، وأخبرهم أن لدينا عائلة هناك، يسألونني: ما هي سوريا؟”، بينما لا يملك اﻷب إجابات عن اﻷسئلة حول مستقبلهم هنا، وما إذا كانوا سيكملون دراستهم ثم يتزوجون ويملكون منازلاً.
وفقاً للسلطات المكلفة بالمخيم، فقد تمّ تسجيل أكثر من 20 ألف ولادة جديدة في مخيم الزعتري منذ افتتاحه قبل عقد من الزمن، وبذلك نشأ جيل كامل من الأطفال السوريين داخله، و”أصبح هذا المخيم وطنهم”.
ورغم أن المنظمات الإنسانية والمتطوعين يهتمون بأحوال الأطفال داخل المخيمات ويقيمون الأنشطة الترفيهية خارج إطار المدرسة، مثل الرسم واللعب والرياضة، لكنّ “مفوضية شؤون اللاجئين” تؤكد أن بيانات من أكثر من 40 دولة تظهر تخلف الأطفال اللاجئين مقارنة بباقي الأطفال عن التسجيل في جميع مستويات التعليم.
وتقول المفوضية في تقرير شامل إن نحو 37% فقط من الشباب اللاجئين التحقوا بالمدارس الثانوية، حيث فروا من الحرب تاركين خلفهم منازلهم ومدارسهم وكل شيء، وقد أوضحت إحصائية أن 2.4 مليون طفل سوري على الأقل تركوا دراستهم حتى عام 2021.
ويُهدّدُ أيضاً جيلَ المخيمات خطرُ الانقطاع عن الصلة باﻷجداد واﻷعمام، وضياع الروابط اﻷسرية، مع تشتّت الناس بين بلدهم وبلدان اللجوء، وسط ظروف حياة قاسية، وتجارب مؤلمة.