أفادت تقارير إعلامية متقاطعة بتوجّه عدد كبير من الروس للسفر خارج البلاد هرباً من حملة التجنيد ” التعبئة” التي أعلن عنها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، أمس الأربعاء، والتي تهدف إلى إرسال 300 ألف جندي إضافي للقتال في أوكرانيا.
وقالت عدة وكالات وصحف غربية إن عدداً كبيراً من الروس توجه لحجز تذاكر ذهاب فقط لخارج البلاد، فيما امتلأت مقاعد الرحلات الجوية بسرعة وارتفعت أسعار التذاكر المتبقية بشكل كبير، وسط مخاوف من نية السلطات إغلاق حدود روسيا قريباً.
كما يتخوّف الروس – وفقاً لوكالة أسوشيتد برس – من أن يعلن “بوتين” لاحقاً عن استدعاء أوسع ﻹرسال العديد من الرجال الروس في سن القتال إلى الخطوط الأمامية للحرب.
إسطنبول ودبي وجهتا السفر اﻷساسيتان
ارتفع سعر الرحلات من موسكو إلى إسطنبول أو دبي في غضون دقائق من إعلان التعبئة، قبل أن يقفز مرة أخرى خلال الساعات التالية، حيث وصل إلى 9200 يورو (9119 دولارًا) مقابل أجرة سفر باتجاه واحد على الدرجة الاقتصادية.
وقالت “بي بي سي تركيا” إن جميع رحلات الخطوط الجوية التركية من موسكو إلى إسطنبول بدت ممتلئة أو لم تكن متوفرة حتى يوم الأحد القادم، كما أن بعض الخطوط إلى العاصمة الجورجية “تبليسي”، لم تكن متاحة.
كما بيعت كافة تذاكر رحلات “موسكو – بلغراد” التي تديرها الخطوط الجوية الصربية، الناقل الأوروبي الوحيد بعد فرض العقوبات الغربية، وبيعت أيضاً تذاكر كثيرة لرحلات نحو العاصمة الأرمينية “بريفان”.
وبحسب وكالة “رويترز”، فقد أظهرت بيانات مؤشرات Google، التي تصنف عمليات البحث، زيادةً كبيرةً في عمليات البحث عن Aviasales، أشهر مواقع حجز الرحلات الجوية في روسيا.
وكان وزير الدفاع “سيرجي شويغو” قال أمس، إن استدعاء الخدمة سيقتصر على من لديهم خبرة عسكرية مهنية، ولن يتم استدعاء الطلاب والمجندين.
احتجاحات في موسكو
احتشد آلاف الروس ضد قرار “بوتين” في مظاهرات احتجاجية عمّت أنحاء البلاد، تلبية لدعوة زعيم المعارضة المسجون “أليكسي نافالني”.
واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 1312 روسياً خلال احتجاجات في جميع أنحاء البلاد أمس الأربعاء، وفقًا لـ”مجموعة المراقبة المستقلة” OVD-Info، التي أوضحت أن المحتجزين في عدة مدن كانوا يتعرضون للتهديد بأوامر استدعاء للانضمام إلى الجيش الروسي.
وأشارت إلى أن معظم الاعتقالات تمت في “سانت بطرسبرغ” و”موسكو” التي تجمع فيها المئات وهم يهتفون “لا للحرب” و”أرسلوا بوتين إلى الخنادق” و”دعوا أطفالنا يعيشون” .
وكان “نافالني” قال في رسالة فيديو من السجن سجلها ونشرها محاموه: “من الواضح أن الحرب الإجرامية تزداد سوءاً وتتعمق، ويحاول بوتين إشراك أكبر عدد ممكن من الناس في ذلك، إنه يريد تشويه دماء مئات الآلاف من الناس”.
من جانبه؛ اعتبر “ليونيد فولكوف” الجنرال الروسي الكبير المعارضة أن “بوتين هو نذل مجنون يقوم بتدمير البلد على الهواء مباشرة”، مضيفاً: “من الناحية العسكرية، التعبئة متأخرة بشكل ميؤوس منه ولن تغير أي شيء في هذه الحرب الخاسرة”.