لوّحت كل من إيران وإسرائيل بالتصعيد، وسط تزايد الجهود لعقد اتفاق نوويّ جديد، فيما أكد رئيس جهاز الاستخبارات اﻹسرائيلي “الموساد” أن أي اتفاقية لن تُلزم إسرائيل بعدم استهداف إيران، مشيرًا إلى استمرار الجهود لإحباط أية هجمات قد تحدث من سوريا.
يأتي ذلك بعد تكثيف الضربات اﻹسرائيلية على أهداف لميليشيات إيران وتوسّع رقعتها في سوريا، وإطلاق الروس تصريحات مندّدة بسياسة “تل أبيب”، وتأكيد الجيش اﻹسرائيلي إصراره على مواصلة ضرب اﻷهداف التابعة ﻹيران.
وقال قائد القوات البرية الإيرانية “كيومارس حيدري” لوكالة “مهر” اﻹيرانية المقربة من نظام الحكم في طهران، اليوم الاثنين، إن بلاده “طورت طائرة مسيرة انتحارية طويلة المدى” قادرة على استهداف اﻷراضي المحتلة.
وأوضح أن الطائرة التي يطلق عليها اسم “عرش-2″، وهي نسخة مطورة من الطائرة “عرش-1″، “مصصمة لضرب تل أبيب وحيفا في إسرائيل”.
من جانبه؛ ذكر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، “دافيد برنياع”، اليوم أن اتفاق الدول الغربية مع إيران بشأن برنامجها النووي، لا يمنحها “الحصانة” من العمليات، وذلك في أول خطاب علني له بإحدى الجامعات.
وأضاف: “حتى لو تم التوقيع على اتفاق نووي، فإن المحادثات النووية لا تُشكل عامل تقييد بأي شكل من الأشكال، بل على العكس، النشاط الإرهابي آخذ في التوسع سواء على الأراضي الأمريكية أو في أوروبا، وهذا خلال المفاوضات في فيينا، هناك محاولات لإلحاق الأذى بكبار المسؤولين الأمريكيين على الأراضي الأمريكية”.
ويأتي ذلك بعد أيام من زيارة “برنياع” للولايات المتحدة الأمريكية، وقال في خطابه اليوم: “في الأسبوع الماضي، عرضتُ في الولايات المتحدة الآثار المترتبة على توقيع الاتفاقية، التي ستضخ في الخزينة الإيرانية حوالي 90 مليار دولار في العام الأول وعشرات مليارات الدولارات الأخرى كل عام بعد ذلك، لا توجد دولة تقترب من مثل هذه الزيادة الكبيرة في ناتجها القومي”.
وأضاف: “ما هو الجزء الذي سيخصص للإرهاب (من هذه الأموال)؟ ما هو الجزء الذي سيخصص لتعزيز وكلاء إيران في لبنان، لفيلق القدس الذي يريد السيطرة على مناطق في سوريا؟ حذرت أصدقاءنا في الولايات المتحدة من أن الاتفاق مفيد فقط على المدى القصير جدًا، وخطير جدًا على المديين المتوسط والبعيد”.
ولوّح برنياع بمواصلة عمليات الموساد في إيران، قائلًا: “نحن لا نشارك في لعبة إغماض أعيننا هذه، ولا نحوّل أعيننا عن الحقيقة المثبتة، نحن نعرف الرؤية الإيرانية”، مشيرًا إلى أن الموساد أحبط عشرات “الهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين في الخارج، والتي كانت بالفعل على وشك التنفيذ”.
وكانت إسرائيل قد رحّبت بقرار الرئيس اﻷمريكي السابق “دونالد ترامب” بالانسحاب من الاتفاق في 2018، وما تزال تعارض الجهود الغربية لعقد اتفاق جديد.